أعلنت وزارة الخارجية القطرية الأحد أن باكستان وأفغانستان توصلتا إلى اتفاق على وقف «فوري» لإطلاق النار خلال محادثات عقدت في الدوحة. وأكد البيان أن الطرفين اتفقا على «إنشاء آليات تُعنى بترسيخ السلام والاستقرار الدائمين بين البلدين» وعقد اجتماعات متابعة خلال الأيام المقبلة لضمان استدامة وقف إطلاق النار والتحقق من تنفيذه بشكل موثوق.
وأكدت وزارة الخارجية القطرية أن الاجتماعات المقبلة تهدف إلى «ضمان استدامة وقف إطلاق النار والتحقق من تنفيذه بشكل موثوق ومستدام».
من جانبه، أعلن وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف عبر منصة «إكس» أن الجانبين سيجتمعان مرة أخرى في 25 أكتوبر في إسطنبول لمناقشة «مسائل تفصيلية».
في المقابل، قال وزير الدفاع في حكومة طالبان محمد يعقوب: «لقد توصلنا إلى نتيجة مفادها أن يحترم كل بلد الآخر، وألا ينتهك حقوقه، وألا يدعم أعمالاً عدائية ضده، ولن يُسمح لأي حزب أو مجموعة بأن تضر بأمن البلد الآخر أو تهاجمه».
وكان المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد، أكد أن الاتفاق على وقف النار جاء بشكل كامل وجاد، مشيراً إلى أن كل دولة ستمتنع عن تنفيذ أعمال عدائية ضد الأخرى ولن تقدم دعماً للجماعات التي تنشط ضد الحكومة الباكستانية.
قاد المحادثات من الجانب الباكستاني وزير الدفاع خواجة محمد آصف، ومن الجانب الأفغاني نظيره محمد يعقوب، وسط وساطة قطرية بمشاركة تركيا.
بدوره، دعا قائد الجيش الباكستاني عاصم منير الحكومة الأفغانية إلى كبح جماح وكلائها الذين يستخدمون الأراضي الأفغانية لشن هجمات داخل باكستان.
وقال وزير الإعلام الباكستاني عطا الله تارار في منشور على منصة إكس: إن باكستان استهدفت معسكرات «جرى التأكد منها» لمسلحين في المناطق الحدودية، ونفى أن تكون الضربات استهدفت مدنيين.
وأضاف أن المسلحين حاولوا تنفيذ عدة هجمات داخل باكستان خلال فترة وقف إطلاق النار.
إلى ذلك، أعلنت إيران المجاورة لأفغانستان وباكستان خلال اتصال بين وزيري الخارجية الإيراني والأفغاني استعدادها «للمساهمة في تخفيف التوترات»، مؤكدة أن «استمرارها، يعرض استقرار المنطقة بأكملها للخطر».
رأى الباحث الأمريكي مايكل كوغلمان أن حكومة طالبان «لا مصلحة لها في نزاع واسع يجعلها في مواجهة قوة عسكرية تفوقها بكثير».
وقال: إن إدراك كابول لهذا الأمر «يدفعها للموافقة على الهدنة». لكنه اعتبر في الوقت نفسه أن «خطر التصعيد مجدداً يبقى قائماً».
تكمن جذور الخلاف بين البلدين في مسائل تتعلق بالمهاجرين، لكنها تتركّز أكثر حول قضايا أمنية.
فإسلام آباد تواجه تصاعداً في الهجمات على قواتها الأمنية، وتتهم جارتها بإيواء جماعات «إرهابية» على رأسها حركة طالبان باكستان، وهو ما تنفيه كابول.
ولاحظ كوغلمان أن «عدم تحرّك» كابول هو ما أدى إلى هذه العمليات العسكرية الباكستانية وأشعل هذه الأزمة.
وتأتي هذه التطورات بعد تصاعد الاشتباكات على جانبي الحدود بين باكستان وأفغانستان منذ 11 أكتوبر. واتهمت إسلام آباد كابول بإيواء جماعات مسلحة تنفذ هجمات داخل باكستان، بينما تنفي حكومة طالبان هذه الاتهامات وتصفها بأنها محاولات «لتشويه سمعة أفغانستان وتقويض سيادتها».
وشنت باكستان غارات جوية على مواقع مسلحين بالقرب من الحدود، وأدت الاشتباكات والهجمات الانتحارية إلى مقتل عشرات وإصابة المئات، بينهم سبعة جنود باكستانيين في هجوم قرب الحدود يوم الجمعة.
وتسببت الهجمات المستمرة في تأثيرات مدنية، إذ انسحبت أفغانستان من سلسلة مباريات كريكيت دولية مقررة في باكستان بعد مقتل ثلاثة لاعبين محليين في إقليم بكتيكا نتيجة الغارات العسكرية.
وأكدت باكستان أن الضربات استهدفت معسكرات مسلحين مؤكدة، ونفت استهداف المدنيين، مشيرة إلى أن قواتها قتلت أكثر من 100 مسلح خلال فترة وقف النار، معظمهم من الجماعة التي نفذت الهجوم الانتحاري على معسكر الجيش. (وكالات)
باكستان وأفغانستان تتفقان على وقف فوري لإطلاق النار

باكستان وأفغانستان تتفقان على وقف فوري لإطلاق النار
0 تعليق