في كشف علمي جديد، تمكن باحثون من معهد «ويلكوم سانغر» البريطاني من تحديد 40 جيناً لدى الآباء الكبار بالسن وراء طفرات جينية نادرة تسبب اضطرابات نمو وسرطانات لدى الأطفال، وهو عدد يفوق بكثير ما توصلت إليه الدراسات السابقة التي لم ترصد سوى 13 جيناً.
وأوضحت الدراسة أن بعض هذه الطفرات تمنح الخلايا الحاملة لها ميزة تكاثرية لدى الكبار بالسن، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبتها تدريجياً مع التقدم في العمر. مثلاً، يحمل نحو 2% من الرجال في الثلاثينيات طفرات محتملة الخطورة، بينما ترتفع النسبة إلى 4.5% لدى من هم في السبعين.
هذا النمط يُعرف بظاهرة «التنافس الخلوي»، إذ تتفوق الطفرات الضارة في بعض الحالات على الخلايا السليمة بسبب قدرتها على التكاثر بسرعة أكبر، رغم نتائجها السلبية المحتملة على النسل.
ويرتبط كثير من الجينات الـ 40 المكتشفة بحالات وراثية معقدة، مثل متلازمة «نونان» وهي حالة وراثية نادرة تسبب مجموعة من المشاكل الصحية والسمات المميزة، بما في ذلك سمات وجه محددة، قصر القامة، ومشاكل خلقية في القلب، ومتلازمة «ماير»، بالإضافة إلى أنواع من السرطانات التي تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة.
وتؤثر بعض الطفرات على نمو القلب، والخصائص الوجهية، والوظائف الإدراكية.
وأشار الباحثون إلى أن هذه الطفرات لا يمكن فحصها بسهولة، إذ لا تُكتشف غالباً حتى عبر أحدث تقنيات الاختبارات الجينية المتوفرة. وعلى عكس التشوهات الكروموسومية المرتبطة بعمر الأم، لا توجد آلية فعالة حالياً لرصد هذه الطفرات قبل الولادة.
وتشكل هذه النتائج خطوة مهمة لفهم التأثير الوراثي لعمر الأب على صحة الأبناء، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى تطوير أدوات فحص أكثر دقة وفعالية، لا سيما في ظل تأخر الإنجاب في العديد من المجتمعات.
0 تعليق