الحريديم يحتجون ضد التجنيد الإلزامي في إسرائيل

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

القدس - أ ف ب
تجمّع آلاف من اليهود المتشددين (الحريديم) في القدس الخميس، احتجاجاً على التجنيد الإلزامي في الجيش الإسرائيلي، وهي قضية ضاغطة على الائتلاف اليميني الحاكم بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وخرج المتظاهرون إلى الشوارع احتجاجاً على عدم سنّ قانون يضمن لهم حقّ الإعفاء من الخدمة العسكرية، وهو أمر لطالما، وعدهم به نتنياهو.
وأفاد مراسلون بأن الآلاف من الحريديم الذين اعتمروا القبعات، وارتدوا الملابس السوداء، أحرقوا قطعاً من القماش، فيما أغلق مئات من عناصر الشرطة طرقاً في أنحاء المدينة.
واعتلى المتظاهرون أسطح المباني ومحطات الوقود والجسور الحديد والشرفات لمشاهدة جموع المحتجين من الأعلى، بينما حلّقت مروحية فوق الموقع أثناء تجمّع البعض لأداء صلوات جماعية.
وقال أبراهام (27 عاماً)، وهو طالب في مدرسة دينية بالقدس: إنّ الهدف هو الحفاظ على أسلوب الحياة وفقاً للدين.
وأضاف: «لا نرفض الجيش لأننا أنانيون، بل لأننا نحاول الحفاظ على أنفسنا، على ما تأمرنا به التوراة وما يوصي به الحاخامات».
وبموجب ترتيب يعود إلى إقامة دولة إسرائيل عام 1948، تمتع اليهود المتشددون بإعفاء من الخدمة العسكرية الإلزامية، شرط أن يكرّسوا أنفسهم للدراسة في المدارس الدينية.
وبات هذا الإعفاء موضع انتقاد متزايد منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، في ظل مواجهة المؤسسة العسكرية صعوبات في التجنيد للقتال.
واستجابة لدعوة حزبَيْن حريدييّن متحالفَيْن ويحوزان عدداً من المقاعد البرلمانية المحورية لتماسك الحكومة، أتى محتجون من أنحاء إسرائيل الخميس للمطالبة باستمرار إعفائهم.
وفي يونيو/ حزيران 2024، قضت المحكمة العليا بأن على الدولة تجنيد الرجال الحريديم في الجيش، مؤكدة أن الإعفاء القانوني بات غير نافذ.
تناقش لجنة برلمانية حالياً مشروع قانون يتوقع أن ينهي الإعفاءات، ويشجع الشباب الحريديم الذين لا يدرسون بدوام كامل، على الالتحاق بالجيش.
ووضعت هذه القضية الائتلاف الحكومي لنتنياهو، وهو من الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، تحت ضغط شديد.
وفي يوليو/ تموز الماضي، استقال وزراء من حزب «شاس» الحريدي من الحكومة احتجاجاً على المسألة، رغم أن الحزب لم ينسحب رسمياً من الائتلاف، بينما انسحب حزب «يَهدوت هتوراه» من الحكومة والائتلاف.
وحذّر «شاس» من أنه سيسحب دعمه للحكومة، إذا لم يُكرّس الإعفاء من الخدمة العسكرية في القانون، وهو ما قد يهدد الائتلاف الهشّ لنتنياهو، الذي انخفضت مقاعده البرلمانية إلى 60 من أصل إجمالي أعضاء الكنيست الـ120.
يشكل الحريديم 14% من سكان إسرائيل اليهود، أي نحو 1.3 مليون نسمة، بينهم 66 ألف رجل في سن الخدمة العسكرية يتمتعون حالياً بالإعفاء من الخدمة.
وبحسب تقرير للجيش قُدّم للكنيست في سبتمبر/أيلول الماضي، شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الحريديم الملتحقين بالجيش، إلا أن العدد لا يزال يُعدّ منخفضاً نسبياً، إذ لم يتجاوز بضع مئات خلال العامين الماضيين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق