توقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، أن يكون لقاؤه المرتقب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ «ممتازاً»، خلال اجتماع ثنائي سيعقد اليوم الخميس على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في بوسان بكوريا الجنوبية. وأكدت بكين من جانبها عقد اللقاء، مشيرة إلى أن الزعيمين سيناقشان قضايا استراتيجية مهمة. في الاثناء، أعلن ترامب أنه لم يتمكن من ترتيب لقاء ثنائي مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بسبب «عدم توفر توقيت مناسب»، فيما أشار إلى أن الترشح لولاية رئاسية ثالثة «غير مسموح دستورياً».
وأوضح ترامب في تصريحات على متن الطائرة الرئاسية «إير فورس وان» أنه يأمل في معالجة «العديد من المشكلات» وتحقيق نتائج إيجابية لبلاده والعالم، ملمحاً إلى إمكانية خفض الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على الصين في سياق الحرب التجارية المستمرة بين القوتين.
وأشار ترامب إلى أن الاجتماع لم يتم التخطيط له بعشوائية، مضيفاً: «لقد تحدثنا مع الفريق الصيني مسبقاً ونتوقع تحقيق نتائج جيدة جداً»، لكنه أقر بعدم اليقين حول ما إذا كان سيتم التطرق إلى قضية تايوان الحساسة.
من جهتها، أكدت الصين عقد اللقاء، وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية غوو جياكون أن الرئيسين سيناقشان «بعمق القضايا الاستراتيجية بعيدة المدى المتعلقة بالعلاقات بين الصين والولايات المتحدة»، إلى جانب مواضيع رئيسية ذات اهتمام مشترك. وأضاف أن الصين مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة لضمان نجاح اللقاء وتحقيق نتائج إيجابية.
وتأتي هذه المباحثات ضمن الجولة الآسيوية التي يقوم بها ترامب، بعد زيارات إلى ماليزيا واليابان، حيث عقد الثلاثاء اجتماعاً ودياً مع رئيسة الوزراء اليابانية الجديدة ساناي تاكايشي وتلقى مجموعة من الهدايا والتكريمات.
وفي كوريا الجنوبية، حصل ترامب على أرفع وسام كوري جنوبي ونسخة من التاج الذهبي لملوك مملكة سيلا الكورية القديمة، وأعلن بعد لقائه مع الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ التوصل إلى اتفاق تجاري يقضي بتقليص الرسوم الجمركية على السيارات إلى 15% مقابل استثمارات سيؤول في الولايات المتحدة بقيمة 350 مليار دولار، تشمل 200 مليار نقداً و150 ملياراً للتعاون في قطاع بناء السفن.
وفي الوقت نفسه، أعلن ترامب أنه لم يتمكن من ترتيب لقاء ثنائي مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال زيارته لكوريا الجنوبية لعدم توافر «توقيت مناسب»، لكنه أكد عزمه العمل على تخفيف التوترات بين الكوريتين.
وقال ترامب خلال اجتماع مع الرئيس الكوري الجنوبي إن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع كيم لحل المشكلات، مذكراً بأن آخر لقاء بينهما كان في يونيو 2019 في المنطقة المنزوعة السلاح.
ويأتي ذلك في ظل الجمود بين واشنطن وبيونغ يانغ حول العقوبات النووية والشروط التي تفرضها كوريا الشمالية لاستئناف الحوار.
وفي سياق منفصل، أقر الرئيس الأمريكي بأن الترشح لولاية رئاسية ثالثة «غير مسموح دستورياً» وأن هذا الأمر «مؤسف»، مشيراً إلى أن شعبيته في أعلى مستوياتها وفقاً للاستطلاعات، لكنه لن يتمكن من خوض انتخابات الرئاسة مرة ثالثة. وينص التعديل الثاني والعشرون لدستور الولايات المتحدة، الذي أقر عام 1947، على أنه «لا يجوز انتخاب أي شخص لمنصب الرئيس أكثر من مرتين».
ورغم ذلك، واصل ترامب التلميح إلى هذا الاحتمال مستقبلاً، من خلال بيع متجره الإلكتروني قبعات تحمل عبارة «ترامب 2028»، السنة المقبلة للانتخابات الرئاسية، وهو ما يثير حماسة أنصاره ويقلق خصومه. ومن الفرضيات التي تداولت في محيطه إمكانية ترشحه لمنصب نائب الرئيس بينما يترشح نائب الرئيس الحالي جيه دي فانس للرئاسة، لكن ترامب استبعد هذه الفكرة مؤكداً أنها لن تكون تصرفاً صائباً.