توصلت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة مونتريال بكندا إلى أن الجنين يمكن أن يتعرف إلى لغات أجنبية قبل الولادة.
وأظهرت الدراسة، أن أدمغة الأطفال تتفاعل مع اللغات التي تعرضوا لها وهم في الرحم بطريقة مشابهة لتفاعلها مع اللغة الأم بعد الولادة.

طريقة الدراسة

وبحسب موقع citynews، قام الباحثون بتشغيل كتب صوتية باللغة الألمانية وبعض اللغات الأخرى للأجنة لمدة خمسة أسابيع، بدءاً من الأسبوع 35 من الحمل. شاركت في الدراسة 60 امرأة يتحدثن الفرنسية فقط، واستمع أطفالهن للقصص مرتين يومياً لمدة 20 دقيقة باستخدام سماعات موضوعة على بطن الأم.
بعد الولادة، تمت متابعة الأطفال في مركز مستشفى جامعة سانت جوستين باستخدام تقنية التصوير الطيفي القريب من الأشعة تحت الحمراء الوظيفي، لقياس نشاط الدماغ أثناء الاستماع للغات المختلفة.

النتائج الرئيسية

وأظهرت الدراسة أن الأطفال الذين تعرضوا للغات أثناء الحمل أظهروا نشاطاً دماغياً مشابهاً لما يحدث مع اللغة الأم، في حين تمت معالجة اللغات غير المألوفة فقط كمنبهات سمعية دون استدعاء مناطق متخصصة لمعالجة اللغة.
وقالت آن جالاجر، أستاذة علم النفس العصبي للأطفال وقائدة الدراسة: «لا يمكننا القول إنهم يتعلمون اللغة، لكن يمكنهم التعرف إليها ومعالجتها باستخدام مناطق الدماغ المرتبطة باللغة».

الآثار طويلة المدى

على الرغم من هذه النتائج، شككت الباحثة في أن يستمر تأثير التعرض المبكر على المدى الطويل، مشيرة إلى أن الدماغ مرن للغاية وسيستجيب لتأثيرات متعددة مع مرور الوقت، ولا يعني التعرض للغات قبل الولادة بالضرورة سهولة تعلمها لاحقاً.

أهمية الدراسة

تشير هذه الدراسة إلى أن الفترة قبل الولادة تؤدي دوراً في تطوير شبكات اللغة في الدماغ، موضحة أن مرونة الدماغ لدى الأطفال تسمح له بالتكيف بشكل أكبر مع بيئتهم مقارنة بالبالغين، وهو ما يجعل تعلم اللغات في مراحل الطفولة أسهل وأكثر فاعلية.