رحل اليوم عن عالمنا الماكيير المصري البارز محمد عبد الحميد، أحد أبرز خبراء التجميل في مجال الفن المصري، تاركًا خلفه إرثًا كبيرًا من الأعمال الفنية التي أثرت بصمته على السينما والتلفزيون، حيث كانت قدرته على تحويل ملامح الفنانين لتتناسب مع أدوارهم الدرامية تحديًا دائمًا يتطلب دقة وفنًا رفيعًا.

تحديات محمد عبد الحميد في الفن

في لقاء سابق، رصده موقع تحيا مصر، كشف محمد عبد الحميد عن بعض التجارب التي واجهته مع عدد من النجوم، لافتًا إلى أن كل عمل فني يفرض تحديات خاصة تختلف حسب طبيعة الشخصية والممثل نفسه. من أبرز هذه التجارب كان التعامل مع أنف الفنان جمال سليمان أثناء تصوير مسلسل صديق العمر، حيث أدى شخصية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وشرح عبد الحميد أن "مناخير جمال سليمان تختلف عن مناخير عبد الناصر، واحتاجت إلى تعديل لتصبح قريبة من شكل عبد الناصر"، مضيفًا أن "الحل كان في تعديل جزء من الأنف فقط لتبدو الشخصية أقرب إلى الأصل".

حواجب صابرين في أحد المسلسلات

أما التحدي الثاني فقد كان مع الفنانة صابرين أثناء تصويرها لشخصية زينب الغزالي، وهي شخصية ذات ملامح حادة وقوية، بعيدة عن الابتسامة الطاغية التي تتميز بها صابرين عادة، وأوضح عبد الحميد أن "حواجب صابرين كانت أحد العناصر الأساسية لإظهار حدة الشخصية، فكانت بحاجة لأن تكون ثقيلة وواضحة، وهذا لا يمكن تحقيقه بالقلم فقط لأن الكاميرات ستكشف أي خداع"، لذلك لجأ عبد الحميد إلى زراعة الحواجب بشكل كامل، وهو إجراء صعب ومؤلم يوميًا بالنسبة لصابرين، لكنه كان ضروريًا لتحقيق المظهر الصحيح للشخصية.

تجارب محمد عبد الحميد الفنية

من خلال هذه التجارب، يظهر بوضوح أن عمل الماكيير في الفن لا يقتصر على التجميل فقط، بل يمتد إلى تحويل الممثل إلى الشخصية التي يؤديها، مع الحفاظ على توازن دقيق بين الواقعية الفنية وراحة الفنانين أمام الكاميرا، وقد أكد عبد الحميد أن كل تجربة فنية كانت فرصة لتقديم مستوى أعلى من الحرفية والتميز.

رحيل محمد عبد الحميد اليوم يمثل خسارة كبيرة لصناعة السينما والتلفزيون في مصر، فهو الماكيير الذي فهم ملامح الفنانين والشخصيات، وجعلهم يعيشون دورهم بأدق التفاصيل، سواء كان الأمر يتعلق بتغيير أنف أو تصميم حواجب تعكس قوة الشخصية أو هدوءها.