في مشهد مأساوي هزّ مدينة باترسون بولاية نيوجيرسي الأمريكية، لقيت عائلة فلسطينية مكونة من والدين وثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 14 و12 و7 أعوام مصرعها، في حريق مروّع شبّ في منزلها ليلة أول أمس.
وقالت الجارة فاطمة علي، التي تسكن بجوار المنزل المنكوب، وهي تبكي: «حاولنا.. حاولنا.. أنقذنا سكان الطابق الأول، لكننا لم نستطع الوصول للطابق الثاني.. نحن محطمون، فقد كنا نراهم كل يوم منذ ست سنوات.. هؤلاء الأطفال كانوا دائماً يضحكون.. إنه شعور فظيع».
الحريق اندلع فجأة والرياح زادت اشتعاله
أوضحت سلطات الإطفاء أن النيران اندلعت قرابة الساعة 10 مساءً، وسرعان ما انتشرت بسبب الرياح القوية التي كانت تهب في المنطقة، بحسب صحيفة نيويورك بوست.
روت فاطمة روت تفاصيل اللحظة التي بدأ فيها الكابوس قائلة: «كان أولادي يلعبون كرة القدم في الخارج، وفجأة قال ابني: هل تشمين رائحة شيء؟ فقالت ابنتي: هذا دخان يا أمي، انظري هناك دخان يخرج من المنزل المجاور».
وأضافت أن الحريق بدأ تحت الدرج الخارجي المؤدي إلى الطابق الثاني، حيث كانت العائلة تكدس بعض الأخشاب.
سباق مع الزمن لإنقاذ الجيران
فور رؤيتها الدخان، ركضت فاطمة نحو المنزل، وبدأت تطرق الباب بعنف وهي تصرخ: «ساحتكم الخلفية كلها تحترق».
كان في المنزل ثلاث عائلات، كل منها تقيم في طابق منفصل.
قالت فاطمة إنها وجدت أسرة الطابق الأول تشاهد التلفاز دون علم بما يجري، وكان لديهم طفلان رضيعان.
بعدما فتحت الأم الباب، هرعت إلى غرفة ابنتها لتجدها مملوءة بالدخان، فهربت العائلة مسرعة وهي تصرخ: «الأطفال في الأعلى.. الأطفال في الأعلى».
محاولات بطولية.. ولكن النار كانت أسرع
ذكرت فاطمة أن ابن شقيقتها حاول الصعود لإنقاذ الأطفال، لكن الدرج المؤدي للطابق الثاني كان يشتعل بالكامل، ما جعل الوصول مستحيلاً.
«لم يتمكنوا من الخروج من النوافذ لأن الدرج الخارجي نفسه كان يحترق.. النار انتشرت بسرعة رهيبة، والرياح جعلت الوضع أسوأ.. لقد كانت لحظات مرعبة».
الحريق يلتهم المنزل بالكامل
بحسب الصور التي التقطها مصورون محليون، فقد دُمّر المنزل بشكل شبه كامل، وبقيت جدرانه متفحمة تحت ظلام الليل.
علقت فاطمة وهي تبكي: «كانوا أطفالاً نشؤوا مع أطفالي.. من الصعب التصديق أنهم رحلوا بهذه الطريقة».
المدينة في حداد.. وتحقيق في أسباب الحادث
أكد عمدة باترسون أندريه سـايغ، أن العائلة المنكوبة تنحدر من أصول فلسطينية، وأن الأب قريب لعضو مجلس الولاية «آل عبد العزيز».
وقال العمدة بتأثر: «استيقظ هؤلاء الأطفال صباح الأمس متحمسين لليلة الهالوين وللحلوى، لكن حياتهم انتهت بطريقة مأساوية.. أب وأم وثلاثة أطفال، جميعهم دون الخامسة عشرة.. إنها فاجعة تهز مجتمعنا بأكمله».
وتحولت شوارع باترسون إلى ساحة حزن، حيث تجمع الجيران والأقارب أمام بقايا المنزل يحملون الشموع والدموع في آن واحد.
وأعلنت المدينة، التي تضم جالية عربية كبيرة، تضامنها الكامل مع العائلة المنكوبة، فيما دعا المسؤولون المحليون إلى فتح تحقيق عاجل لمعرفة سبب اندلاع الحريق.












0 تعليق