يتناول المصريون 15 أكلة شهيرة ترجع إلى العصر الفرعوني، وفق د. منال عز الدين، الباحثة بوحدة بحوث المطبخ التجريبي في معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية في القاهرة.

بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير، أوضحت د. منال عز الدين أن حضارة الفراعنة لم تقتصر على المعمار والعلوم، بل امتدت لتشمل فن الطهي وثقافة التغذية التي ما زالت تلهم العالم.

وأكدت أن المتحف يحتوي على تفاصيل دقيقة عن حياة المصري القديم، ومن أبرزها مجموعة معروضات تسلط الضوء على عادات الغذاء والطهي في مصر القديمة.

وأوضحت أن المعروضات الخاصة بالأطعمة والعادات الغذائية تعكس مدى تطور المصريين القدماء في فنون التغذية وإعداد الطعام، ومنها 15 أكلة شهيرة.

وأشارت إلى أن هذه الأكلات تشمل: العدس، والبصارة، والفول، والحمص، والخبيزة، والبتاو، والخبز الشمسي، والكشك الصعيدي، والفتة، والفسيخ، والسردين، والملوخية، والبامية، والعجوة، والثوم، والكرات، إضافة إلى منتجات عسل النحل.

وأضافت د. منال عز الدين أن هناك أيضاً عدداً من الأكلات المطبوعة المشهورة التي يتناولها المصريون اليوم تعود إلى أصول فرعونية، منها: الكوارع والملوخية، والويكا، والفتة.

وذكرت أن هذه الأطعمة تمتاز بثقافة غذائية متكاملة تجمع بين القيمة الغذائية العالية والطعم الفريد، موضحة أن الفتة لدى المصري القديم كانت عبارة عن فتات الخبز مضافاً إليه اللبن أو الشوربة بدون الأرز، لأنه دخل مصر مع الفتح الإسلامي.

وأضافت أن الفتة عند المصريين القدماء كانت متنوعة ومنها فتة العدس، التي كانت تقدم لبناة الأهرامات، لأنها وجبة غنية بالبروتين والطاقة.

وأشارت إلى العثور في العديد من المواقع الأثرية على بقايا العدس والفول والحمص، وأنها من أقدم الأطباق التي عرفها المصري القديم.

وأرجعت د. منال عز الدين جذور الفرن البلدي المنتشر في الريف المصري إلى النموذج الذي استخدمه الفراعنة في إعداد 40 صنفاً من الخبز، والكعك، لافتة إلى أن بعض أصناف الخبز التي برع فيها المصري القديم موجودة حتى الآن، وهي: البتاو، والشمسي، والقرص بالعجوة.

وأضافت أن المصري القديم ابتكر التمليح والتجفيف لحفظ الأطعمة، مثل الأسماك والخضراوات والفاكهة، بهدف تخزينها في فترات الجفاف، وهو ما يعكس وعيه العميق بأهمية الأمن الغذائي والتنويع، وذلك انطلاقاً من نمط الحياة الذي ارتبط بنهر النيل، خاصة بفترات جفافه.

وأشارت إلى أن المصري القديم عرف أيضاً التوابل والأعشاب واستخدمها في طعامه، مثل: الكمون، وحبة البركة، والشمر، والكراوية، والينسون، والعرقسوس، والخروب، بل أنه أبدع في استخراج الزيوت من النباتات والمحاصيل الزراعية، مثل السمسم، والكتان والزيتون.