دبي: «الخليج»
في خطوة نحو دعم جهود التطوير المؤسسي في العالم العربي، تستضيف كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، المنتدى العربي الثاني للإدارة العامة، الذي تنظمه لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، بالشراكة مع الكلية، تحت عنوان «الإدارة العامة في عصر التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي»، وذلك أمس واليوم في برج المؤتمرات بمركز دبي التجاري العالمي.
يهدف المنتدى إلى دراسة الاتجاهات العالمية وأفضل الممارسات في التحول الرقمي للإدارة العامة، واستكشاف أطر عمل جديدة تعزز جودة الخدمات الحكومية واستدامتها، إلى جانب تعزيز التعاون الإقليمي لتسريع وتيرة تبني الحلول الرقمية، وتحقيق التكامل بين القطاعات في دعم مسارات التنمية المستدامة في المنطقة.
كما يتناول دور الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية في تحسين تقديم الخدمات العامة وتعزيز المساءلة والكفاءة الإدارية، ومناقشة الأبعاد الأخلاقية والقانونية والاجتماعية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الإدارة العامة، وتحديد استراتيجيات بناء القدرات الرقمية وتطوير البنية التحتية في القطاع العام.
وقالت عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، ضمن كلمتها الافتتاحية للمنتدى، أن قيادة دولة الإمارات تؤمن أن التكيف مع عالم سريع التغيّر هو سر النجاح وجوهر التحول الحكومي، وتتبنى ذلك أساساً لفكرها القيادي وتوجهاتها المستقبلية، ما يتجسد في رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأن «البقاء ليس للأصلح ولا للأقوى، لكن للأكثر قدرة على التكيف مع المتغيرات».
وقالت إن المنتدى العربي للإدارة العامة يمثل منصة تجمع نخبة من صناع القرار والخبراء لمناقشة موضوع حيوي في صميم عمل كل حكومة في العالم، يتمثل في تعزيز تقديم الخدمات من خلال التحول الرقمي.
وأضافت أن التحوّل الرقمي في عصر الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، والحوسبة السحابية، والتعلّم الآلي، يمثل إعادة تعريف لمفهوم الحكومة من حيث دورها، وطريقة عملها، وعلاقتها بالناس، لكن الجيل الجديد مختلف جذرياً، لأنه جيل الذكاء الاصطناعي، والبيانات التنبئية، والخدمات الاستباقية.
ولفتت وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، إلى أنه على الصعيد العربي، قطعت الدول خطوات مهمة في إعداد استراتيجياتها الرقمية، لكن 10 دول فقط تجاوزت المتوسط العالمي في مؤشر تطور الحكومة الإلكترونية، مؤكدة أن التحدي الأكبر لم يعد في وضع الخطط، بل في تطبيقها بسرعة وجرأة ومرونة وفي إعادة النظر في جاهزيتها لعصر تتحرك فيه التكنولوجيا أسرع من المؤسسات.
وتطرقت عهود الرومي إلى ثلاثة أسئلة كبرى تعيد تعريف دور الحكومة في ظل التحولات المتسارعة للذكاء الاصطناعي، تتعلق بقدرة الحكومات على تطوير تجارب تواكب تجارب القطاع الخاص وعقلية وتوجهات الأجيال الجديدة، وتوفير الكفاءات المؤهلة لقيادة الثورة الرقمية الجديدة، والتحرك بسرعة ومرونة دون فقدان القيم. وأكدت أن التحوّل الرقمي الجديد ليس هدفاً بحد ذاته، بل بداية لتحوّل حكومي شامل يعيد تعريف غاية الإدارة الحكومية، ويوفر الإجابات عن الأسئلة الكبرى التي تواجه مستقبل العمل الحكومي.
وأشار الدكتور يونس أبو أيوب، رئيس شعبة الحوكمة وبناء الدولة في «الإسكوا» التابعة للأمم المتحدة، إلى أن قوة الحكومات الحديثة لم تعد تقاس بالبنى التحتية فحسب، بل بقدراتها الرقمية، إذ أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي محور الإدارة العامة الفعالة.
بدوره، قال الدكتور علي بن سباع المري، الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية: «إن التحولات التقنية تفرض فكراً جديداً يعيد تعريف الكفاءة والشفافية في الإدارة العامة»، مشيراً إلى أن المنتدى يمثل منصة فكرية لتبادل الخبرات وصياغة رؤى تدعم جاهزية الحكومات العربية.
وتضمنت أجندة المنتدى جلسات تناقش التحول الرقمي والابتكار في القطاع العام، واستثمار البيانات الضخمة، وتجارب المدن الذكية، وتجربة المستخدم في الخدمات الحكومية، والأطر الأخلاقية للحوكمة الرقمية، إلى جانب بناء القدرات القيادية وتعزيز العدالة الرقمية.
المنتدى العربي للإدارة العامة يستشرف عصر التحول الرقمي
المنتدى العربي للإدارة العامة يستشرف عصر التحول الرقمي














0 تعليق