دبي: محمد نعمان وحسن حمدي
عبّر الفائزون في النسخة التاسعة من تحدي القراءة العربي لعام 2025 عن سعادتهم الغامرة بهذا الفوز الكبير الذي عكس روح المثابرة والإصرار لدى أبناء الوطن العربي، مؤكدين شعورهم بالفخر والاعتزاز بالمشاركة في أكبر مبادرة معرفية وثقافية في العالم العربي.
وخطفت الأضواء التوأمتان «بيسان وبيلسان» من تونس بفوزهما المشترك بالمركز الأول ولقب بطل تحدي القراءة العربي 2025، فيما توّجت سحر مصباح بجائزة «المشرفة المتميزة»، تقديراً لجهودها التربوية المُلهمة في دعم الطلبة وتنمية شغفهم بالقراءة.
وانهمرت دموع الفرح على وجهيّ التوأمتين بيسان وبيلسان لحظة إعلان النتيجة، وسط تصفيق حار من الحضور، بقاعة «الشيخ سعيد»، بمركز دبي التجاري العالمي، إذ عبّرتا عن سعادتهما البالغة بهذا الفوز الكبير إذ قالتا: «مشاعرنا ممزوجة بخليط من الفخر والفرح لأننا مثّلنا دولتنا خير تمثيل، والفرح لأننا حصدنا هذا اللقب أخيراً ونهدى هذا الفوز إلى بلادنا الحبيبية تونس الخضراء، ولأسرتنا، كما نهدي الفوز إلى المدرسة الإعدادية النموذجية التي ننتسب لها وكل من آمن بنا وبأننا الأفضل، كما نهدي الفوز للوفد التونسي الذي رافقنا طوال الرحلة، أما رسالتنا للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم شكراً لأنك منحتنا فرصة القراءة وهواية لم تكن مجرد هواية بل كانت هوية وأسلوب حياة..شكراً لك سموّ الشيخ.
أما سحر مصباح، من محافظة كفر الشيخ بجمهورية مصر العربية، والتي حصدت جائزة المشرفة المتميزة، فقد قالت:«إن «تحدي القراءة العربي» ليس مسابقة فقط، بل حركة فكرية وإنسانية تصنع جيلاً قارئاً وواعياً بمستقبله وهويته، مؤكدة أن دور المشرف هو بناء الجسور بين الكتاب والطالب، وتحويل القراءة إلى أسلوب حياة».
وأكدت: «انتقلنا من مكان إلى آخر لنشر روح القراءة في محافظة كفر الشيخ، وبذلنا مجهوداً كبيراً. كنت أعمل بحب وإيمان بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وكان يقيني دائماً أن المثابرة تقود إلى النجاح، والحمد لله كلّل الله جهودي بهذا الفوز الكبير».
من جهتها وصفت ماريا عجيل من محافظة صلاح الدين بالعراق سعادتها قائلة: «أحمد الله كثيراً، وبفضله وصلت إلى هذا المكان. منذ طفولتي كنت أحب القراءة والاستماع إلى القصص، لكنني فقدت بصري تدريجياً بعد سلسلة من العمليات، حتى فقدته تماماً. تركت المدرسة سنة كاملة، لكنني قلت لوالدي: لابد أن أعود، ولن أستسلم».
وأوضحت ماريا أنها واجهت واقعاً صعباً لعدم توفر مدارس للمكفوفين في منطقتها، إلا أن مديرة مدرستها لاحظت موهبتها الاستثنائية وقالت إنها طالبة تملك شغفاً وطموحاً نادرين، لتبدأ معها رحلة دعم متواصلة حتى عادت إلى الدراسة والمنافسة.
وأضافت:«في البداية كان الأمر يبدو مستحيلاً، لكن والدي جلب لي الكتب، وبدأت أحفظها رغم أنني لا أراها. حضرت أكثر من 75 كتاباً من خلال التسجيلات الصوتية، وأستخدم الهاتف لتلقي النصوص. كما أتعلم الآن طريقة برايل لأقرأ بنفسي. كنت أقول دائماً: سأعود للمسابقة وسأمثل العراق».
كما أضافت «شعوري لا يمكن وصفه بالكلمات، بداخلي فرح كبير. أهدي هذا الفوز لعائلتي وأبي وأمي وأختي، وللمديرة التي ساندتني خطوة بخطوة. أحلم منذ الصغر أن أكون كاتبة، وقد بدأت أؤلف قصصاً قصيرة، وسأواصل طريقي نحو النجاح.
وجاء حفل التتويج لمسيرة امتدت شهوراً من التصفيات المحلية والإقليمية التي شارك فيها ملايين الطلبة من مختلف الدول العربية والجاليات حول العالم، ليعكس هذا الإنجاز قوة التأثير لمبادرة «تحدي القراءة العربي» بهدف ترسيخ القراءة وتحفيز الإبداع اللغوي والمعرفي لدى الطلاب العرب.
بيسان وبيلسان كوكة: شكراً محمد بن راشد.. منحتنا فرصة القراءة
بيسان وبيلسان كوكة: شكراً محمد بن راشد.. منحتنا فرصة القراءة








0 تعليق