الشارقة: «الخليج»
صادفت، أمس الاثنين الذكرى السنوية الخامسة لوفاة المستشار إبراهيم العابد، مستشار مجلس الإدارة بالمجلس الوطني للإعلام.
الإمارات فقدت بوفاة العابد أحد أهم وأبرز الإعلاميين في الدولة والمنطقة عن عمر ناهز 78 عاماً قضى أغلبها في بلاط صاحبة الجلالة.
وبرحيله طوي الإعلام الإماراتي صفحة أحد أهم وأكثر الإعلاميين حضوراً وتأثيراً في تاريخه، الرجل الذي نذر نفسه لتوثيق مرحلة تأسيس الاتحاد، ونقل إنجازاته إلى العالم أجمع بحرفية قل نظيرها، وبحس عالٍ من المسؤولية الوطنية.
الراحل مثل بمسؤوليته وحرفيته مدرسة تتلمذ فيها جيل كامل من الإعلاميين الإماراتيين والعرب، الذين تحولوا فيما بعد وبحسب قوله إلى رصيد ثمين من الزملاء والأصدقاء، فقد كان، رحمه الله، في مقدمة الداعين والداعمين لأبناء الإمارات للانضمام لمهنة الإعلام وأخذ مكانهم في خدمة الوطن في هذا الميدان الحيوي.
ويعد العابد قيمة إعلامية وأدبية وبصمة يصعب أن تتكرر، وظل، رحمه الله، حتى آخر يوم في حياته متمسكاً بشغفه للمهنة ومواظباً على العمل فيها، رافضاً الانفصال عنها، فقد كان على الدوام حاضراً بتوجيهاته، وآرائه، ومشاركاً بقوة في النقاشات والمعارض والمؤتمرات والمحافل الإعلامية والثقافية الكبرى.
العابد كان من أبرز القيادات الإعلامية في الدولة فقد شغل منصب المدير العام لـ«المجلس الوطني للإعلام»، ومنصب المدير العام لوكالة أنباء الإمارات «وام»، والمشرف على تحرير الكتاب السنوي لدولة الإمارات والكتيبات والمطبوعات الأخرى التي تصدر عن إدارة الإعلام الخارجي.
معتمداً على ثنائية الالتزام والتجديد أحب العابد مهنته فمارسها بهمة عالية، وكان منارة في درب الإعلام الأصيل الملتزم، حيث يحضر في ذهنه دائماً مبدأ حدده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه بالتأسيس لإعلام تصالحي حواري يخدم أهداف الأمة ومستقبلها.
وكرمه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتسليمه جائزة شخصية العام الإعلامية في حفل توزيع جائزة الصحافة العربية 2014 تقديراً لمجمل عطائه في خدمة أمته وفي خدمة صاحبة الجلالة بإخلاص وأمانة.
العابد يعده كل من عرفه نموذجاً رائداً للمهنية الرفيعة التي عززت المسؤولية الوطنية والاجتماعية للإعلام العربي، خاصة في الإمارات في مسيرة حافلة بالعطاء، حيث نهض بالعديد من المسؤوليات الإعلامية باقتدار، ساهمت في نقلات نوعية للإعلام الإماراتي في زمن قياسي.
العابد قدم على مدار 40 عاماً عطاء مهنياً ووطنياً ثرياً، ويمثل بمهنيته العالية نبض جيل الاتحاد، يخفق بإحساس وطني وقومي وإرادة واعية بأنّ الإعلامي أداة بناء، ورافداً للوعي في مجتمعه.
آمن بعروبته وامتلك القدرة والجرأة وملكة الإبداع على خدمتها، فهو الذي يتميز بقدرة عالية من الثقافة تؤهله أن يعيش حركة المجتمع، يرصد ويتلمس حاجاته وأوجاعه وإنجازاته.
العابد من الإعلاميين الأوائل في الإمارات، وتجربته تلخص حكاية الإعلام الوطني، فتكريمه، تكريم لكل الإعلاميين في الإمارات، وهو رائدهم باستحقاق، حيث عايش البدايات الأولى للإعلام في الإمارات وكان مساهماً فاعلاً في التأسيس لانطلاقته، ثم تابع تطوره وقفزاته.
في سيرته الذاتية نرى أن العابد بدأ العمل في «وزارة الإعلام والثقافة الإماراتية» في عام 1975، مسؤولاً عن الإعلام الخارجي، وأسس«وكالة أنباء الإمارات» عام 1977، وتولى إدارتها حتى عام 1989، ثم كلف بإدارتها عام 1997، وترأس الفريق الإعلامي المكلف بتأسيس «وكالة أنباء الأوبك» في 1980.
وكان له اهتمامات بحثية في قضايا الصراع العربي الإسرائيلي، وألقي عدة محاضرات على طلبة كليات الإعلام بعدد من جامعات الدولة، كما له 12 كتاباً، وشارك في تأليف وإصدار كتاب «رؤى مستقبلية» عن دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1979.
نال «جائزة جمعية أصدقاء الكتاب في بيروت».
تخرج في «الجامعة الأمريكية في بيروت» متخصصاً في العلوم السياسية والإدارة العامة.
الإمارات تستذكر إبراهيم العابد

الإمارات تستذكر إبراهيم العابد
0 تعليق