كيف قتل طفل الإسماعيلية زميله وقطّعه لأشلاء؟.. التفاصيل الكاملة للمأساة الصادمة

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لم يكن أحد يتخيل أن شجاراً عابراً بين طفلين في مصر يمكن أن ينتهي بهذه الفاجعة.

طفلان لم يعرفا بعد معنى الحياة أو عواقب الغضب، جمعتهما مقاعد الدراسة ولعب الطفولة، وفرّق بينهما منشار وكيس أسود في جريمة تجاوزت حدود العقل والإنسانية.

في لحظة واحدة، تحوّل البيت الآمن إلى مسرح للجريمة، والبراءة إلى عنوان للدم، لتبكي مدينة الإسماعيلية على مأساة صغارها، ويستيقظ الجميع على سؤال موجع: كيف يصل طفل إلى حد القتل؟ وكيف ينسج من مشاهد العنف دراما واقعية دامية؟

البداية: العثور على أشلاء قرب متجر شهير بالإسماعيلية

بدأت فصول القضية عندما تلقّت الأجهزة الأمنية بلاغاً من أحد المواطنين يفيد بالعثور على أجزاء آدمية مجهولة الهوية قرب منطقة تجارية بالإسماعيلية.

انتقلت قوات الشرطة على الفور إلى الموقع، وفرضت طوقاً أمنياً حول المكان، فيما قررت النيابة العامة انتداب فريق من المعمل الجنائي لرفع البصمات وجمع الأدلة.

بلاغ اختفاء يكشف هوية الأشلاء

كشفت التحريات أن الجثة تعود للطفل محمد. أ. م، طالب في المرحلة الإعدادية، كان قد اختفى منذ يوم الأحد 12 أكتوبر، بعدما غادر مدرسته ولم يعد إلى منزله.

وبناء على بلاغ تقدم به والده لعدم عودته إلى المنزل بعد انتهاء اليوم الدراسي، بدأ فريق البحث في تتبّع خط سيره عبر كاميرات المراقبة المنتشرة في محيط المدرسة.

الكاميرات: الطفل دخل منزل صديقه ولم يخرج منه

أظهرت تسجيلات كاميرات المحال التجارية بالمنطقة، أن الطفل المجني عليه كان بصحبة زميله في الصف، يوسف. أ (13 عاماً)، حتى دخلا معاً إلى منزل الأخير في منطقة المحطة الجديدة، ليختفي بعدها محمد تماماً.

وعندما واجهت الشرطة الطفل يوسف، حاول الإنكار مدعياً أنه افترق عن صديقه قرب أحد المطاعم، لكن الكاميرات أثبتت كذبه.

انهيار واعتراف: ضربه بالشاكوش وقطّع الجثة بالمنشار

بحسب شهود عيان، قالوا إن الضابط الذي حضر إلى منزل يوسف واجهه بسؤال عن جرح في يده، وأن الكاميرات أكدت أن محمد لم يخرج من المنزل مرة أخرى.

بمواجهة الأدلة، انهار يوسف واعترف بتفاصيل الجريمة، قائلاً إن مشادة كلامية نشبت بينه وبين زميله تطوّرت إلى شجار، فقام المجني عليه بالاعتداء عليه بـ«كاتر»، وهو سكين صغير حاد، مسبباً الجرح في يده، ليرد يوسف بضربة قاتلة بـ«شاكوش» على الرأس.

وبعد أن تأكد من وفاته، استخدم منشاراً كهربائياً يخص والده النجار لتقطيع الجثمان إلى ستة أجزاء، وضعها في أكياس سوداء، ألقى بعضها قرب بحيرة أحد المتاجر الشهيرة والبقية داخل مبنى مهجور.

تمثيل الجريمة وسط حراسة مشددة

اصطحب فريق من نيابة الإسماعيلية المتهم لتمثيل الجريمة في مسرح الواقعة، حيث ظهر الطفل مرتدياً زياً أسود بالكامل وغطاء للرأس لإخفاء ملامحه، وسط إجراءات أمنية مشددة.

وخلال التمثيل، أعاد المتهم خطوة بخطوة كيف استدرج صديقه إلى منزله، ثم اعتدى عليه وقتله قبل تنفيذ الجريمة.

أهل الضحية: ننتظر نتائج التحقيقات

رفض أهل الضحية التواصل مع الصحف المحلية، أو الحديث عن طبيعة علاقة الضحية بالمجني عليه، وظروف اختفاء ابنهم، واكتفوا بقولهم إنهم ينتظرون ما توضحه النتائج النهائية للتحقيقات.

«ديكستر»: جريمة من وحي الدراما

اعترف الطفل يوسف بأنه استوحى فكرة الجريمة من مسلسل «ديكستر» الأمريكي الشهير، الذي تدور أحداثه حول قاتل متسلسل يُقطّع ضحاياه بطريقة مماثلة، وذلك بهدف التخلص من الجثة.

وكشف التحريات أن يوسف شديد الانطوائية ويعكف على مشاهدة الأفلام والمسلسلات طوال الوقت، وكان يعيش في عزلة تامة عن أصدقائه.

جيران «يوسف» يكشفون أسرار الطفولة المكسورة

تتوالى المفاجآت الحزينة في قضية «طفل الإسماعيلية»بعد أن أدلى أحد جيران يوسف، بشهادات صادمة تكشف عن ماضٍ أسري مؤلم ربما كان وراء الجريمة البشعة.

قال أحد الجيران إن الطفل المتهم كان يعاني اضطرابات نفسية منذ سنوات، بعد أن تركته والدته وشقيقيه وهم في سن صغيرة، حيث انفصلت عن والدهم وتزوجت من عمه، تاركة خلفها أبناءها بلا رعاية أو حنان.

وأضاف: «أم الولد سابته هو وإخوته من زمان، راحت اتجوزت أخوه وسابت العيال ومشيت، ومكنتش حنينة عليهم، واللي حصل ده ناتج عن حالة نفسية عند الولد».

عزلة تامة وحياة خلف الأبواب المغلقة

أكد جار آخر أن الطفل وأشقاءه كانوا يعيشون في عزلة شبه تامة، محبوسين داخل المنزل أغلب الوقت، مضيفاً: «الولد كان منطوي جداً، كنا ممكن نشوفه مرة أو مرتين كل شهرين، ومبيتعاملش مع حد، دايماً لوحده».

وأشار إلى أن هذه العزلة الطويلة ولّدت بداخله حالة من الانطواء والانعزال عن أقرانه، مما جعله يعيش في عالم خيالي بعيد عن الواقع.

تأثر بأفلام العنف الأجنبية

تابع الجار قائلاً إن الطفل كان يقضي معظم وقته أمام شاشة التلفاز، يتابع أفلاماً أجنبية مليئة بالعنف والدماء، مما جعله يتأثر بشخصياتها ويقلد سلوكها دون وعي.

وأضاف: «الولد كان بيتفرج على أفلام أجنبية كتير ومتأثر بيها جداً، يمكن ده اللي خلاه يعمل كده من غير ما يحس بخطورة اللي بيعمله».

النيابة تأمر بعرض الطفل على الطب النفسي

أمرت النيابة العامة بعرض الطفل المتهم على لجنة الطب النفسي للتأكد من سلامة قواه العقلية وقت ارتكاب الجريمة، كما تم تمثيل الواقعة ميدانياً بحضور القيادات الأمنية.

وأكدت التحقيقات أن القضية لا تقتصر على جريمة قتل، بل تمثل ناقوس خطر حول تأثير المحتوى العنيف على عقول المراهقين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق