صرّح السفير مهند العكلوك، المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية، خلال تصريحات خاصة بأن مصر تمثل بالنسبة لفلسطين ولعدد كبير من الدول العربية قلب القرار السياسي العربي ومحور توحيد المواقف الإقليمية.
اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» تهديد مباشر للأمن العربي والمصري
وأوضح السفير مهند العكلوك لتحيا مصر، أن القاهرة تأتي دائمًا في مقدمة الصف العربي عند التعامل مع القضايا المصيرية، لما تمتلكه من ثقل دبلوماسي وقدرة حقيقية على إحداث فارق جوهري في الملفات الإقليمية الحساسة .
وأضاف أن فلسطين إلى جانب الأشقاء في الصومال تُعوّل بقوة على الدور المصري في مواجهة الاعتراف الإسرائيلي بما يسمى «أرض الصومال»، نظرًا لأن مصر، كما وصفها، إحدى أكثر الدول العربية قدرة على قيادة تحرك جماعي مؤثر في هذه القضية.
ومن جانبه أكد السفير العكلوك لتحيا مصر، أن الاعتراف الإسرائيلي بانفصال إقليم الشمال الغربي في الصومال لا ينفصل عن محاولات تل أبيب تقويض الأمن القومي العربي، مشيرًا إلى أن ذلك يشمل — بصورة خاصة — الأمن القومي المصري في ظل اقتراب هذا التحرك من المجال الاستراتيجي المصري.
وشدد على أن هذه الخطوة تأتي في إطار مشاريع سياسية وعسكرية واقتصادية مشبوهة تستهدف الإقليم والمنطقة، مؤكدًا أن ما تقوم به إسرائيل يشكّل اعتداءً صارخًا على وحدة الدول العربية واستقرارها الإقليمي .
رهان فلسطيني على الدبلوماسية المصرية وإجراءات عربية حاسمة
وأعرب مهند العكلوك عن ثقته في أن الدبلوماسية المصرية ستواصل لعب دورها القيادي في تنسيق الموقف العربي واتخاذ الإجراءات المناسبة تجاه هذا الاعتراف، مؤكّدًا أن القاهرة تمتلك من القدرات السياسية والعلاقات الإقليمية والدولية ما يؤهلها لقيادة تحرك جاد لردع السياسات الإسرائيلية في هذا الملف .
وأشار إلى أن المطلوب في هذه المرحلة هو (تحرّك عربي) موحد يتجاوز حدود الإدانة اللفظية، ويتجه إلى خطوات عملية وقانونية ودبلوماسية لحماية الأمن القومي العربي وصون سيادة الدول .
تجدر الإشارة إلى أن هذه التصريحات تأتي في سياق الإدانة العربية الواضحة وبـأشد العبارات للاعتراف الذي أعلنته إسرائيل في 26 ديسمبر 2025 بانفصال إقليم الشمال الغربي بالصومال، المسمّى «إقليم أرض الصومال»، باعتباره خطوة تهدف إلى تمرير أجندات سياسية وأمنية واقتصادية مرفوضة رفضًا قاطعًا، مع التأكيد على الرفض الكامل لأي إجراءات تترتب على هذا الاعتراف الباطل، سواءً ما يتعلق بمحاولات تسهيل التهجير القسري للشعب الفلسطيني أو استباحة موانئ شمال الصومال لإنشاء قواعد عسكرية فيها .
كما أعادت جامعة الدول العربية التأكيد على الموقف العربي الثابت القاضي باعتبار إقليم الشمال الغربي بالصومال جزءًا لا يتجزأ من جمهورية الصومال الفيدرالية، استنادًا إلى ميثاق جامعة الدول العربية وميثاق الأمم المتحدة ومواثيق المنظمات الدولية والإقليمية التي ينتمي إليها الصومال، مع رفض أي محاولة للاعتراف بانفصاله بشكل مباشر أو غير مباشر .
وأكدت الجامعة العربية أن الاعتراف الإسرائيلي بـ«أرض الصومال» يمثّل اعتداءً على الأمن القومي العربي، وأنه يتطلب إجراءات قانونية واقتصادية وسياسية ودبلوماسية في مواجهته، مشددة في الوقت ذاته على دعم أمن واستقرار ووحدة وسيادة الصومال وسلامة أراضيه برًا وبحرًا وجوًا، ومساندة حكومته الفيدرالية في حقها المشروع في الدفاع عن أراضيها وفق المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة، وفي إطار الشرعية الدولية والموقف العربي الموحد .
واختُتم الموقف العربي بالدعوة إلى امتناع جميع الدول عن أي تعامل مع الكيان الانفصالي المزعوم في إقليم أرض الصومال، تأكيدًا على أن وحدة الصومال وسيادته (خط أحمر)، وأن أي محاولة لفرض واقع سياسي جديد في المنطقة لن تمر دون مواجهة عربية مشتركة .
الرئيس السيسي: أمن الصومال جزء من الأمن القومي العربي ولن نسمح بتهديده
وفي السياق نفسه، جاء موقف الدولة المصرية متسقًا مع هذه الرؤية؛ حيث أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الصومال دولة عربية عضو في جامعة الدول العربية، وتتمتع وفق ميثاق الجامعة بحقوق الدفاع المشترك ضد أي تهديد يتعرض لأمنها واستقرارها.
وشدد الرئيس السيسي على أن مصر لن تسمح لأي دولة أو جهة بتهديد أمن الصومال أو المساس بسيادته، قائلاً إن مصر لن تقبل بأي محاولة للاقتراب من الأشقاء الصوماليين أو تهديدهم، ومؤكدًا أن «محدّش يجرب مصر أو يحاول يهدد أشقائها… وخاصة إذا طلبوا منا الوقوف إلى جانبهم».
وأوضح الرئيس أن مصر تنطلق في هذا الموقف من مسؤوليتها التاريخية والعربية، ومن التزامها الثابت بدعم وحدة الصومال وأمنه واستقراره في مواجهة أي محاولات لفرض أمر واقع خارج إطار الشرعية الدولية.
0 تعليق