في خطوة غيرة معتادة، علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باعتراف الدولة العبرية بـ أرض الصومال، بأنه" ليس في عجلة من أمره لاتباع خطى إسرائيل والاعتراف بالدولة التي لا تحظى باعتراف دولي.
ترامب غير سعيد بإعلان إسرائيل.. وأرض الصومال خطوة نحو ردع الحوثيين
وبحسب صحيفة نيويورك بوست الأمريكية، لم يكن ترامب سعيدًا بإعلان إسرائيل اعتراف بـ " أرض الصومال"، وسأل: "هل يعرف أحد ما هي صوماليلاند حقًا؟". وذكرت الصحيفة أنه عندما سُئل ترامب عن اقتراح صوماليلاند بإنشاء قاعدة بحرية أمريكية على أراضيها - غير بعيدة عن اليمن - أجاب: "وماذا في ذلك؟".
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أن الولايات المتحدة شأنها شأن إسرائيل، تولى اهتماماً بالغاً بـ أرض الصومال، نظراً لساحلها الممتد وموقعها الاستراتيجي في القرن الأفريقي، على مقربة من اليمن. ومن بين الأسباب التي تدفع إسرائيل إلى الاهتمام بصوماليلاند قربها من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن ، والتي لا تزال تشكل، حتى مع انتهاء الحرب في غزة ووقف إطلاق النار معهم، تهديداً كبيراً للملاحة البحرية في المنطقة. ويُعدّ تعزيز علاقات إسرائيل مع صوماليلاند بمثابة "عامل مُضاعفة للقوة" في الحرب ضد الحوثيين.
صراع النفوذ.. تركيا وإسرائيل في مواجهة على أرض الصومال
تقع أرض الصومال بالقرب من مضيق باب المندب، وهو ممر ملاحي هام للاقتصاد العالمي. في ظل المواجهة بين إسرائيل والحوثيين عقب حرب قطاع غزة، وعلى خلفية العملية الأمريكية ضد الحوثيين هذا العام، أصبحت المنطقة البحرية قرب اليمن فخاً للسفن، وواستطاع الحوثيين الإضرار بالتجارة العالمية، التي يمر عبرها نحو 12% منها. يقع ميناء بربرة في أرض الصومال على بعد 250 كيلومتراً فقط جنوب اليمن، ووجوده هناك ذو أهمية بالغة في هذا الصدد.
ووفق الصحيفة العبرية يُمثل هذا الإعلان بالنسبة لتركيا بمثابة تحدٍّ من إسرائيل، في ظل تصاعد التوترات بين أنقرة وتل أبيب، والمخاوف من تحوّلها من خصمٍ مُعادٍ إلى عدوٍّ حقيقي. وتربط تركيا علاقاتٌ وثيقةٌ بالصومال، البلد الذي مزقته عقودٌ من الحرب الأهلية، وتُقدّم للنظام هناك مساعداتٍ عسكريةً واقتصاديةً، بما يضمن لها وجوداً في القرن الأفريقي، بما في ذلك وجودٌ بحري.
كشف رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن محمد عبد الله، لصحيفة الجارديان البريطانية في مايو الماضي، أن مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، من بينهم عسكريون وكبير مبعوثي الاتحاد الأفريقي، برايان كاشمين، قد زاروا البلاد. وقال عبد الله حينها: "إن الاعتراف بأرض الصومال ليس مسألة "هل" بل "متى" - ومن سيقود هذه العملية".
بحسب الصحيفة البريطانية، تُعدّ قاعدة كامب ليمونير الأمريكية في جيبوتي "موقعًا استراتيجيًا"، وتخشى الولايات المتحدة من تنامي النفوذ الصيني في المنطقة نتيجةً لتوطيد بكين علاقاتها مع أفريقيا. مع ذلك، يبدو أن ترامب ليس في عجلة من أمره للتعبير عن التزامه تجاه أرض الصومال، أو على الأقل لعرقلة الطموحات الصينية في المنطقة علنًا.
في أغسطس الماضي، طالب السيناتور الجمهوري تيد كروز الرئيس ترامب بالاعتراف بصوماليلاند، نظراً لدعمها لاتفاقيات أبراهام وعلاقاتها مع إسرائيل. إلا أن الإدارة الأمريكية منقسمة حول هذه المسألة، إذ يخشى البعض أن تُعرّض هذه الخطوة التعاون مع الصومال للخطر، الذي يعتبر صوماليلاند جزءاً من أراضيه.
مخطط تهجير الفلسطينيين
وسبق ولمحت إسرائيل، أن أرض الصومال قد تكون كوجهة محتملة لاستيعاب سكان غزة، وتنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
وسبق إعلان أمس عن الاعتراف بصوماليلاند نشاطٌ قام به الموساد، المسؤول عن الحفاظ على علاقات سرية مع دول لا تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية. وقد عمل الموساد هناك لسنوات عديدة، وشكّل هذا النشاط، الذي تضمن اتصالات شخصية بين رؤساء الموساد وكبار المسؤولين في أرض الصومال، الأساس لاتفاقيات الاعتراف.
جاء الاعتراف المتبادل بعد أشهر من اتصالات مكثفة وسرية بين الطرفين، نسقها وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر. وكان اللقاء الأول، الذي أدى إلى هذه الخطوة، بين ساعر والوفد الرئاسي الصومالي المرافق له في أبريل الماضي، في دولة ثالثة. ومنذ ذلك الحين، جرت زيارات متبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين بقيادة وزارة الخارجية.


















0 تعليق