أكد الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية، أن مصر تمر بمرحلة شديدة التعقيد في تاريخها المعاصر، في ظل تحديات غير مسبوقة تحيط بها من مختلف الاتجاهات، موضحًا أن الدولة محاطة بما وصفه بـ«أحزمة نار» من الشرق والغرب والجنوب والشمال، وهو ما يفرض يقظة دائمة وحسن إدارة لكافة الملفات السيادية.
ملف الحدود البحرية لا يقل خطورة عن سد النهضة
وأوضح وزير الخارجية، خلال لقائه لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشيوخ برئاسة النائب عبد الهادي القصبي، أن الحفاظ على الحدود البحرية يمثل أولوية قصوى، ولا يقل أهمية عن التهديدات المرتبطة بسد النهضة الإثيوبي، خاصة أن بعض التحركات الإقليمية تتم بشكل أحادي وفرض أمر واقع، بما يشكل مساسًا مباشرًا بحقوق الدولة المصرية.
مصر ملتزمة بالقانون الدولي وحق الدفاع عن النفس
وشدد عبدالعاطي على أن أي ضرر قد يلحق بمصالح مصر أو أمنها القومي سيقابل برد فعل واضح، في إطار الالتزام الكامل بقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ولا سيما ما يتعلق بحق الدفاع الشرعي عن النفس، مؤكدًا أن الدولة المصرية تتحرك دائمًا وفق أسس قانونية تحظى بالشرعية الدولية.
وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية أن الدولة المصرية تتعرض لاستهداف واضح من جماعات إرهابية تسعى للنيل من استقرارها، مشددًا على أن هذا الواقع يفرض ضرورة التحرك الدائم والنشط عبر القنوات الدبلوماسية، وأن اللقاءات المباشرة مع الأطراف الدولية تظل الأداة الأهم لتوضيح حقيقة الموقف والدور المصري.
عودة قوية لمصر إلى مجلس حقوق الإنسان
وأشار عبدالعاطي إلى أن المرحلة المقبلة تحمل أهمية خاصة في ملف حقوق الإنسان، لافتًا إلى عودة مصر بقوة إلى مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة بعد حصولها على العضوية بأغلبية كاسحة، في ظل قيادة سياسية واعية وتنفيذ متواصل للاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.
تنسيق كامل مع البرلمان وإطلاق استراتيجية جديدة
وأوضح وزير الخارجية أن هناك تنسيقًا دائمًا مع البرلمان ونواب الشعب، مؤكدًا أن الدولة تستعد لإطلاق الاستراتيجية الوطنية الجديدة لحقوق الإنسان، وأن نجاحها يتطلب مشاركة فاعلة من مجلس الشيوخ، باعتباره أحد أهم الأصوات المعبرة عن نبض الشارع المصري.
تعاون تكاملي يخدم المصلحة الوطنية
واختتم عبدالعاطي بالتأكيد على أن التعاون بين الحكومة ومجلس الشيوخ يتم في إطار تكاملي يهدف إلى تعزيز المصلحة الوطنية ودعم مسار حقوق الإنسان، مشيرًا إلى أن الدولة ماضية في هذا المسار بثبات رغم حجم التحديات الإقليمية والدولية المحيطة.
0 تعليق