أعلنت السلطات الروسية، اليوم الاثنين، مقتل الفريق فانيل سارفاروف، رئيس مديرية التدريب العملياتي التابعة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية بعد انفجار طال سيارته، ويأتي ذلك بالتزامن مع المحادثات الجارية والتي تقودها الولايات المتحدة من أجل وقف الحرب المستعرة منذ عام 2022 بين روسيا وأوكرانيا .
روسيا تحقق والأنظار تتجه نحو أوكرانيا
وأعلن متحدث باسم لجنة التحقيق الروسية في بيان: "يتابع المحققون العديد من خيوط التحقيق المتعلقة بجريمة القتل. أحد هذه الخيوط هو أن الجريمة دبرتها أجهزة المخابرات الأوكرانية".

أفادت قنوات روسية على تطبيق تيليجرام، مرتبطة بأجهزة الأمن، أن سيارة سارفاروف انفجرت أثناء سيرها في شارع ياسينيفا بموسكو حوالي الساعة السابعة صباحاً اليوم، ما أسفر عن مقتل السائق.
يتمتع سارفاروف، المسؤول عن التدريب القتالي والاستعداد للقوات المسلحة الروسية في الحرب الأوكرانية، بخبرة واسعة في حروب الكرملين ما بعد الحقبة السوفيتية. وقد شارك في حربَي الشيشان، ولعب لاحقاً دوراً في تنظيم التدخل العسكري الروسي في سوريا خلال الفترة 2015-2016.
وقال أندريه كوليسنيك، عضو لجنة الدفاع في مجلس الدوما:"نحن بحاجة إلى تحديد هوية جميع من نفذوا العملية والقضاء عليهم. لا أعتقد أنه ينبغي أسرهم على الإطلاق، بل يجب القضاء عليهم في الحال، كما هو الحال مع الإرهابيين".
وسبق واستهدفت أجهزة الاستخبارات الأوكرانية عشرات الضباط العسكريين الروس والمسؤولين الموالين لروسيا منذ بداية الحرب، متهمةً إياهم بالتورط في جرائم حرب. ولا يُعرف الكثير عن خلايا المقاومة الأوكرانية السرية التي يُعتقد أنها وراء عمليات الاغتيال والهجمات على البنية التحتية العسكرية داخل روسيا وفي الأراضي الخاضعة لسيطرتها.
ففي ديسمبر الماضي، أعلنت كييف مسؤوليتها عن اغتيال الفريق إيغور كيريلوف ، قائد قوات الحماية النووية والبيولوجية والكيميائية التابعة للجيش، الذي قُتل بانفجار قنبلة مخبأة في دراجة كهربائية أمام مبنى شقته، وذلك بعد يوم من توجيه أوكرانيا اتهامات جنائية ضده. كما قُتل مساعده، إيليا بوليكاربوف، في الهجوم.
وفي سبتمبر الماضي، لمح الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إلى إمكانية وقوع المزيد من الهجمات على كبار الشخصيات العسكرية الروسية، محذراً من أنهم "يجب أن يعرفوا أماكن ملاجئهم من القنابل"، وأضاف: "إذا لم يوقفوا الحرب، فسيكونون بحاجة إليها على أي حال".
إن استمرار أوكرانيا في استهداف شخصيات عسكرية روسية رفيعة المستوى قد أبرز أوجه القصور في أجهزة الأمن الروسية. وقد وصف الرئيس فلاديمير بوتين العام الماضي مقتل كيريلوف بأنه "خطأ فادح" ارتكبته أجهزة الأمن في البلاد، قائلاً إنه ينبغي عليهم التعلم من هذا الخطأ وتحسين فعاليتهم.
مفاوضات سلام تحت النار
من غير الواضح ما إذا كان اغتيال سارفاروف الذي حظي بتغطية إعلامية واسعة سيكون له أي تأثير على محادثات السلام، حيث يجري المسؤولون الأوكرانيون والأمريكيون مناقشات في فلوريدا تهدف إلى إنهاء الحرب التي استمرت قرابة أربع سنوات بين روسيا وأوكرانيا.
وتجري روسيا أيضاً محادثات منفصلة مع الولايات المتحدة في فلوريدا، ومن المتوقع أن تستمر هذه المحادثات يوم الاثنين.
انتقد كيث كيلوج، الممثل الخاص الذي عينه دونالد ترامب لشؤون أوكرانيا وروسيا، قيام أوكرانيا بقتل جنرالات روس العام الماضي، قائلاً إن مثل هذه الأعمال يمكن أن تنتهك قواعد الحرب.
اغتيال جنرالات روسية في شوارع موسكو
وتم تعيين سارفاروف رئيساً لقسم التدريب العملياتي للقوات المسلحة الروسية في عام 2016. وكان سارفاروف قد خدم سابقاً في سوريا من عام 2015 إلى عام 2016.
وفي ديسمبر 2024، قتل رئيس قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي التابعة للقوات المسلحة الروسية، في انفجار في منزل بموسكو.
وفي 12 ديسمبر 2024، قتل ميخائيل شاتسكي، الخبير الروسي المشارك في تحديث الصواريخ التي أطلقت على أوكرانيا، بالرصاص بالقرب من موسكو.
وفي 28 سبتمبر 2024 قتل العقيد الروسي أليكسي كولوميتسيف، الذي كان يدرب المتخصصين في استخدام الطائرات الهجومية بدون طيار، في مدينة كولومنا في مقاطعة موسكو.


















0 تعليق