السيسي: مصر تتبنى رؤية شاملة ومتكاملة لمواجهة الإرهاب في القارة الأفريقية

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر تتبنى رؤية شاملة ومتكاملة لمواجهة الإرهاب في القارة الأفريقية، تقوم على الجمع بين الأبعاد الأمنية والتنموية والفكرية والاجتماعية، بما يعالج جذور التطرف ويحد من انتشاره، مشددًا في الوقت ذاته على أهمية تعميق الشراكة الاستراتيجية مع روسيا، ودعم الحلول السياسية للأزمات الإقليمية والدولية.

تحيات متبادلة وزخم متصاعد في العلاقات المصرية – الروسية

جاء ذلك خلال استقبال الرئيس، اليوم، وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرجي لافروف، بحضور الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج، وعدد من كبار المسئولين الروس، في لقاء عكس عمق العلاقات المصرية–الروسية وتوافق الرؤى إزاء القضايا الإقليمية والدولية.

وصرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس السيسي استهل اللقاء بطلب نقل تحياته وتقديره إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيدًا بالتطور المتواصل في العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وموسكو على المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية.

وأكد الرئيس أهمية مواصلة البناء على هذه الشراكة الاستراتيجية بما يعكس خصوصية العلاقات التاريخية ويحقق المصالح المشتركة للشعبين الصديقين.

وشدد الرئيس السيسي على الأهمية الخاصة لتعزيز التعاون في المشروعات الاستراتيجية الكبرى، وفي مقدمتها مشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ومشروع محطة الضبعة النووية، باعتبارهما نموذجين للتعاون الاستراتيجي طويل الأمد الذي يخدم خطط التنمية في مصر ويعزز الشراكة مع روسيا.

لافروف: حريصون على الارتقاء بالعلاقات مع القاهرة

ومن جانبه، نقل وزير الخارجية الروسي تحيات وتقدير الرئيس فلاديمير بوتين للرئيس السيسي، مؤكدًا تطلع بلاده لمواصلة العمل مع مصر للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب، والبناء على ما تم الاتفاق عليه بين الرئيسين خلال زيارة الرئيس السيسي إلى روسيا في مايو 2025.

وأشاد الرئيس السيسي بانعقاد المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة روسيا–أفريقيا في القاهرة، مؤكدًا أن استضافة مصر للمؤتمر تعكس دورها المحوري في القارة، وأهمية المنتدى في تعميق التعاون الاقتصادي والتنموي بين روسيا والدول الأفريقية، بما يسهم في تحقيق السلم والاستقرار ودعم تنفيذ أجندة أفريقيا 2063.

وفي السياق ذاته، أعرب الوزير الروسي عن تقدير بلاده لمصر، معلنًا تطلع موسكو لعقد النسخة الثالثة من المنتدى عام 2026، إضافة إلى عقد قمة روسيا والدول العربية خلال العام المقبل.

القضايا الإقليمية: غزة والسودان وليبيا

وتناول اللقاء أيضا  تطورات عدد من الملفات الإقليمية، وعلى رأسها الأوضاع في قطاع غزة، والسودان، وليبيا، حيث جرى التأكيد على ضرورة وقف الحرب في غزة، وتثبيت وقف إطلاق النار، ومنع التصعيد الإقليمي، مع التشديد على احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها ومقدرات شعوبها.

وفي هذا الإطار، ثمّن وزير الخارجية الروسي الدور المصري المحوري في دعم الاستقرار بالشرق الأوسط، مشيدًا بمستوى التنسيق والتشاور السياسي القائم بين البلدين.

مصر تدعم الحلول السياسية للأزمة 

كما تطرقت المباحثات إلى تطورات الأزمة الروسية–الأوكرانية، حيث أكد الرئيس السيسي دعم مصر لكافة الجهود الرامية إلى إنهاء الأزمة عبر الحلول السياسية، واستعداد القاهرة لتقديم كل ما يلزم من دعم للجهود الدولية الهادفة إلى تسوية الأزمة.

وفي سياق متصل، أكد الرئيس السيسي أن مصر حريصة على تعزيز التعاون مع الدول الأفريقية لمواجهة خطر الإرهاب، عبر مقاربة شاملة لا تقتصر على المواجهة الأمنية، وإنما تمتد لتشمل التنمية وبناء الوعي وتعزيز التماسك المجتمعي.

وشدد الرئيس على أن التعاون الأفريقي المشترك يمثل حجر الأساس للتصدي للتحديات الأمنية، وفي مقدمتها الإرهاب والجريمة المنظمة، من خلال تنسيق الجهود وتبادل الخبرات والمعلومات.

الأمن والتنمية وبناء الوعي

وأوضح الرئيس أن مصر تدعم اتخاذ إجراءات أمنية حاسمة ضد التنظيمات الإرهابية، بالتوازي مع تعزيز قدرات المؤسسات الأمنية والعسكرية الأفريقية، مؤكدًا أن التنمية المستدامة تمثل خط الدفاع الأول في مواجهة التطرف، عبر توفير فرص العمل وتحسين مستوى معيشة المواطنين في مختلف أنحاء القارة 

يعكس هذا المشهد المتكامل ثبات الرؤية المصرية في التعامل مع القضايا الإقليمية والأفريقية والدولية، حيث تجمع القاهرة بين تعميق الشراكات الاستراتيجية الكبرى، وفي مقدمتها الشراكة مع روسيا، وبين طرح مقاربة شاملة لمواجهة الإرهاب تقوم على الأمن والتنمية وبناء الوعي. وهي رؤية تعزز مكانة مصر كقوة إقليمية متوازنة وشريك موثوق يسعى لترسيخ الاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة في محيطه الإقليمي والأفريقي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق