رحلت عن عالمنا الفنانة سمية الألفي، تاركة وراءها إرثًا فنيًا وإنسانيًا يعكس طبيعتها الهادئة والصامتة. خلال مسيرتها الفنية الطويلة، قدمت سمية مجموعة من الأعمال المميزة في الدراما والسينما، والتي بقيت محفورة في ذاكرة جمهورها رغم ابتعادها عن الأضواء.
زيجات سمية الألفي
كانت حياة سمية الألفي مليئة بالعلاقات العاطفية المهمة، والتي أظهرت جانبها الإنساني بعيدًا عن الأضواء، بدأت حياتها الزوجية مع الفنان الراحل فاروق الفيشاوي، حيث جمعتهما قصة حب أثناء عملهما معًا في مسرحية "سندريلا"، وأنجبا ابنيهما أحمد وعمر.
بعد انفصالها عن فاروق الفيشاوي، تزوجت الفنانة من الملحن مودي الإمام، لكن الزواج انتهى بالانفصال دون إنجاب، لاحقًا ارتبطت بالمخرج جمال عبد الحميد، الذي أخرج العديد من الأعمال الدرامية، إلا أن الزواج لم يستمر طويلًا، وكانت آخر زيجاتها مع المطرب مدحت صالح، والتي انتهت أيضًا بالانفصال.
ورغم تعدد زيجاتها، حافظت سمية على خصوصيتها، مختارةً الصمت والابتعاد عن الأضواء، متمسكة باستقلاليتها وكرامتها، وهو ما يعكس طبيعتها الهادئة التي ميزت مسيرتها الفنية.
مواجهة المرض بصمت
اختارت سمية الألفي أن تخوض معركتها الأخيرة مع المرض في هدوء كامل، بعيدًا عن الإعلام والكاميرات، محافظًة على خصوصيتها التي ميّزت حياتها منذ بداياتها الفنية. وفقًا لمقربين منها، واجهت المرض بصبر وهدوء، دون شكوى أو محاولة لجذب التعاطف، مكتفية بالدائرة الضيقة من الأسرة والأصدقاء.
حتى في أصعب اللحظات، ظل احترام خصوصيتها سائدًا، مما جعل خبر وفاتها صادمًا لكثيرين، خاصة لأولئك الذين لم يكن لديهم أي علم بمعاناتها الصحية.
إرث هادئ لكنه مؤثر
رحيل سمية الألفي يذكّرنا بأن الفنان يمكن أن يترك أثرًا كبيرًا دون صخب أو ضجيج، وأن قيمته الحقيقية لا تُقاس بعدد البطولات أو ضوء الشهرة، بل بما يتركه من بصمة فنية وإنسانية في قلوب جمهوره. لقد كانت سمية الألفي مثالًا للفنانة التي اختارت الخصوصية والصمت، فكانت حياتها الشخصية والفنية مزيجًا من التواضع، الحب، والإبداع الصامت.
من أبرز أعمالها:
مسلسل "أيام الغضب"، الذي قدمت فيه دورًا مركزيًا يجسد التحديات الاجتماعية للمرأة.
مسلسل "أسرار البنات"، حيث برعت في تصوير الصراعات العاطفية والاجتماعية بأسلوب ناضج وهادئ.
فيلم "رحلة البحث"، الذي أظهر قدراتها التمثيلية في السينما.
تميزت سمية الألفي بقدرتها على تقديم الشخصيات الواقعية والمركبة، بعيدًا عن الأدوار البطولية التقليدية، ما جعلها تحافظ على تميزها في أذهان الجمهور، سواء من الأجيال القديمة أو الجديدة التي أعادت اكتشاف أعمالها بعد إعلان رحيلها.













0 تعليق