الاعتماد على الكاش.. كشفت بيانات حديثة نشرها اقتصاد الشرق مع بلومبرغ أن ترتيب مصر جاءت في المركز الثالث بين الدول العربية الأكثر اعتمادًا على التعاملات النقدية الكاش، حيث تُنفذ مصر نحو 80% من المعاملات اليومية نقدًا، في مؤشر يعكس استمرار هيمنة السيولة الورقية على نمط الاستهلاك، رغم التقدم الملحوظ في خدمات الدفع الإلكتروني والشمول المالي.
ويأتي ترتيب مصر خلف لبنان المتصدر بنسبة 90%، والعراق في المركز الثاني بنسبة 85%، بينما تتقاسم مصر المرتبة الثالثة مع الأردن بالنسبة نفسها.
خريطة الاعتماد على الكاش في العالم العربي
بحسب البيانات، تصدرت لبنان قائمة الدول العربية الأكثر اعتمادًا على النقد، في ظل أزمة مصرفية ممتدة أدت إلى تآكل الثقة في الجهاز البنكي، تلتها العراق، حيث لا تزال المعاملات النقدية هي السائدة خارج النطاقات الحضرية الكبرى.
أما مصر، فقد سجلت نسبة مرتفعة تعكس طبيعة السوق المحلية، وحجم التعاملات اليومية الصغيرة، إضافة إلى استمرار وجود قطاع غير رسمي يعتمد بشكل أساسي على الكاش.
لماذا لا يزال الكاش مسيطرًا في مصر؟
رغم التوسع الكبير في:
- المحافظ الإلكترونية
- خدمات الدفع عبر الهاتف المحمول
- مبادرات الشمول المالي والتحول الرقمي
إلا أن عدة عوامل لا تزال تدعم الاعتماد على النقد، من أبرزها:
- انتشار الاقتصاد غير الرسمي
- تفضيل شريحة واسعة من المواطنين التعامل المباشر
- استخدام الكاش في الأنشطة التجارية الصغيرة والأسواق الشعبية
- تفاوت مستويات الوعي المالي بين الفئات المختلفة
وهو ما يفسر بقاء مصر ضمن المراكز الأولى عربيًا في الاعتماد على السيولة النقدية.
مقارنة إقليمية.. الخليج في ذيل القائمة
في المقابل، أظهرت البيانات أن دول الخليج العربي جاءت ضمن الأقل اعتمادًا على الكاش، بفضل البنية التحتية المتطورة للمدفوعات الرقمية، حيث سجلت:
- السعودية والكويت: 30%
- قطر: 25%
- البحرين والإمارات: 20%
وتعد الإمارات الأقل عربيًا في استخدام النقد، مع توجه واضح نحو مجتمع شبه خالٍ من الكاش.
دلالات اقتصادية مهمة
يعكس ترتيب مصر في المركز الثالث عربيًا:
- الحاجة إلى استكمال دمج الاقتصاد غير الرسمي
- أهمية تعزيز الثقة في وسائل الدفع الرقمية
- استمرار التحدي أمام سياسات تقليل التداول النقدي
وفي الوقت نفسه، تؤكد الأرقام أن التحول الرقمي المالي يسير بخطى متسارعة، لكنه لم يصل بعد إلى تغيير السلوك الاستهلاكي بشكل كامل.
تكشف خريطة الاعتماد على الكاش في الدول العربية عن فجوة واضحة بين اقتصادات تعتمد تقليديًا على النقد، وأخرى قطعت شوطًا متقدمًا في المدفوعات الرقمية. وبينما تحتل مصر المركز الثالث عربيًا بنسبة 80%، يبقى التحدي الأكبر هو تحويل هذا الواقع تدريجيًا نحو اقتصاد أقل اعتمادًا على الكاش وأكثر اندماجًا في المنظومة المالية الرسمية.


















0 تعليق