أكد السفير المصري في إيطاليا، بسام راضي، أن الوعي السياسي للمصريين المقيمين في الخارج يشهد نموًا مستمرًا عامًا بعد عام، مشيرًا إلى أن هذا الوعي يظهر بوضوح خلال الاستحقاقات الدستورية والانتخابات المختلفة، وخاصة انتخابات مجلس النواب الأخيرة. 

وأوضح راضي خلال مداخلة هاتفية رصدها موقع تحيا مصر مع برنامج "الخلاصة" على قناة "المحور"، أن مشاركة الجاليات المصرية في الخارج في الانتخابات لم تكن موجودة سابقًا بالمستوى الذي نشهده الآن، حيث بدأت الدولة في تفعيل حق المصريين بالخارج في التصويت قبل نحو عشر سنوات، لتصبح العملية أكثر انتظامًا واحترافية مع مرور الوقت.

وأشار السفير إلى أن زيادة نسبة المشاركة ليست مجرد رقم، بل تعكس إدراكًا متزايدًا بأهمية الدور السياسي للمواطن المصري أينما كان، وفهمًا أكبر لحقه في التأثير على مسار بلده. وأكد راضي أن المصريين في الخارج أصبح لديهم وعي متكامل بضرورة الانخراط في العملية الديمقراطية والمساهمة في اختيار من يمثلهم في البرلمان، مما يعكس تطورًا ملحوظًا في مفهوم المواطنية والواجب الوطني خارج حدود البلاد.

كما أوضح أن هناك تنظيمًا دقيقًا وإجراءات واضحة تسهم في نجاح الانتخابات بالخارج، حيث تضمن السفارات والقنصليات تهيئة البيئة الملائمة لعملية التصويت، من خلال توفير مراكز اقتراع مجهزة وكوادر مدربة لتسهيل العملية الانتخابية. وأضاف أن هذا التنظيم والاحترافية يعكسان اهتمام الدولة بتوفير حقوق المواطنين بالخارج وضمان سير العملية الانتخابية بشكل شفاف وعادل.

كما شدد راضي على أن المشاركة الفاعلة للمصريين بالخارج تسهم في تعزيز الصورة الإيجابية للدولة المصرية على المستوى الدولي، كونها تعكس وعيًا مدنيًا ومسؤولية سياسية تتجاوز الحدود الجغرافية. وأشار إلى أن هذا الوعي يزداد عامًا بعد عام نتيجة الحملات التوعوية والتسهيلات التي توفرها الحكومة المصرية لتشجيع المواطنين على ممارسة حقهم الدستوري.

في ختام حديثه، أكد السفير أن المشاركة السياسية للمصريين في الخارج ليست مجرد عملية تصويت، بل هي مؤشر حقيقي على نضج المجتمع المصري وتمسكه بحقوقه وواجباته، بما يساهم في تعزيز استقرار الدولة وتطوير مؤسساتها الديمقراطية. وأوضح أن الحكومة المصرية مستمرة في تطوير آليات المشاركة وضمان أن تكون العملية الانتخابية بالخارج على أعلى مستوى من الاحترافية والشفافية، بما يعكس صورة إيجابية عن مصر ومواطنيها أينما كانوا.