لحظات من الرعب الدامي عاشها ركاب قطار في بريطانيا عندما تعرضوا فجأة لعملية طعن جماعي بسكاكين كبيرة، حيث اعتقدوا في البداية أن ما يجري مجرد احتفال بأعياد «الهالوين»، حتى رأوا مشاهد الدم في كل مكان على متن القطار، ما دفع الكثيرين للركض بعيداً عن المهاجمين وسط تدافع فوضوي مروع.
«عملية أفلاطون».. ولحظات الرعب
في البداية أعلنت الشرطة عن الواقعة كـ «حادث كبير»، تحت الاسم الرمزي «عملية أفلاطون»، الذي يشير إلى الاستجابة الوطنية لهجوم إرهابي شامل، ولكن تم إلغاء هذا الإعلان لاحقاً. ورغم ذلك فإن فرق مكافحة الإرهاب تدعم التحقيق لتحديد الظروف والدوافع الكاملة للحادث، بينما خرج مسؤول أمني لوصف الحادث بـ«العمل الفردي».
يقول أحد الركاب، إنه سمع في البداية أشخاصاً يصرخون «اركضوا، اركضوا، هناك رجل يطعن الجميع حرفياً»، ويقول آخر، إنه رأى شخصاً يقترب من عربته وهو يقول: «لديهم سكين، لقد طُعنت»، لكن البعض اعتقد في البداية أنها مزحة مرتبطة باحتفالات «الهالوين»، حتى رأوا الدماء تغرق المقاعد والممرات.
أفاد شهود عيان بأنهم شاهدوا رجلاً يرتدي ملابس سوداء يتجول داخل القطار ويطعن الركاب بسكين كبير، وأوضح أحد الشهود أن «الدماء كانت في كل مكان».
حاول بعض الجرحى شق طريقهم عبر العربة للهروب من المشتبه فيهما، بينما كانوا ملطخين بالدماء بشدة، لكنهم سقطوا على أرض القطار حتى توقف وبدأت عمليات إسعافهم.
تدافع عشرات الركاب إلى الاحتماء في دورات المياه، بينما أدى الفرار الجماعي لوقوع عمليات دهس وسط الركاب.
حاول أحد الركاب كبار السن حماية فتاة صغيرة من الطعن، ما أدى إلى إصابته بجروح في رأسه ورقبته، في وقت استخدم الركاب ملابسهم في محاولة لإيقاف نزيف الجرحى.
وقال شهود إنهم سمعوا بعض الناس يهتفون «نحبكم» لمساندة بعضهم خلال الهجوم. ووصف أحد الركاب المشاهد بأنها كانت «فوضى عارمة»، وشبهوها بأحد أفلام الرعب.
الاستجابة الأمنية
أعلنت السلطات استدعاء الشرطة في الساعة 7.42 مساءً السبت بعد تلقي تقارير عن طعن جماعي على متن خدمة القطار الساعة 6.25 تمت السيطرة على مشتبهين قبل الساعة الثامنة مساء بقليل.
وأفاد شاهد بأن أحد المشتبه فيهما نزل أيضاً من القطار وكان «يتصرف بشكل جنوني»، وكان «يلوح بسكين كبير» قبل أن يتمكن ضباط مسلحون من القبض عليه، بعد توجيه الأسلحة إليه، وتم صعقه كهربائياً وتقييده إلى جانب القطار، قبل نقله والمهاجم الآخر إلى أحد المراكز الأمنية.
وانتشرت عشرات السيركات ومركبات الطوارئ في مكان الحادث، في حين عملت فرق الأدلة الجنائية في الساعات الأولى من صباح الأحد على تمشيط مسارات القطار لجمع الأدلة.
ردود الفعل الرسمية
أعرب رئيس الوزراء، كير ستارمر عن «قلقه البالغ»، وتقدم بخالص التعازي للمتضررين، فيما قالت وزيرة الداخلية، شبانة محمود إنها تشعر «بحزن عميق»، وحثت على تجنب التعليق والتكهنات في هذه المرحلة المبكرة.
بدوره أفاد كبير مفتشي شرطة النقل البريطانية، كريس كيسي بأن تقديم تفاصيل أكثر سيستغرق «بعض الوقت»، وأنه «لن يكون من المناسب» التكهن بأسباب الهجوم.
ومن المتوقع أن تستمر الاضطراب في خدمات القطارات حتى يوم الاثنين، مع نصح الركاب بتأجيل سفرهم غير الضروري.













0 تعليق