بعد أن دمرها إعصار ميليسا، تُشبه مدينة بلاك ريفر الساحلية في جامايكا، والتي كانت تُوصف سابقًا بأنها جنة استوائية، بـ«جحيم على الأرض».
تحولت العديد من منازل المدينة الزاهية ومبانيها التاريخية ومساحاتها الخضراء الوارفة إلى أكوام من الأنقاض تتناثر على أرضها الموحلة.
قالت بريتني سامز، إحدى سكان منطقة فينيارد في بلاك ريفر، لشبكة سي إن إن: «ليس لدينا مكان نقيم فيه».
كانت بلاك ريفر من أكثر المناطق تضررا في جامايكا. مع مرور الإعصار، غمرت المياه أجزاءً من المدينة على ارتفاع 16 قدما. ولقي شخصان على الأقل حتفهما، وعُثر على جثتيهما طافية على الماء بعد انحسار العاصفة، وفقًا لما ذكره كولريدج مينتو، مفتش شرطة سانت إليزابيث.
ودمر إعصار ميليسا، الذي أودى بحياة ما يقرب من 50 شخصا في منطقة البحر الكاريبي، مناطق بأكملها في جامايكا وأغرق هايتي وكوبا خلال مساره الذي استمر عدة أيام عبر المنطقة.
ووصل الإعصار إلى جامايكا الثلاثاء كعاصفة من الفئة الخامسة، وهي الفئة الأعلى على مقياس سافير-سيمبسون، ما تسبب في «مستويات غير مسبوقة» من الدمار.
-
بلاك ريفر
في بلاك ريفر، يسير مئات الناجين الآن في الشوارع في حالة صدمة، محاولين استيعاب الوضع المروع الذي يواجهونه.
فقد الكثيرون منازلهم ويتساءلون أين سيلجأون بحثا عن مأوى.
قال سامز، وهو يجلس بجانب سكان آخرين بجوار عربات تسوق محملة بممتلكاتهم المتبقية: «نعيش في منزل خشبي. لقد اختفى كل شيء - الخزائن، والموقد - كل شيء اختفى».
وقال رجل من بلدة قريبة بعد معاينة الدمار: «كانت بلدة جميلة وهادئة وهادئة للغاية». وأضاف: «الآن أصبحت جحيما على الأرض».
أصبحت طرقات المدينة الضيقة مليئة بألواح الأسقف المعدنية وألواح الخرسانة وجميع أنواع القمامة التي جلبتها المياه.
وكثيرًا ما تتردد صرخات الألم في أرجاء المدينة، بينما يتجول السكان في دوائر، يبحثون عن أحبائهم أو يقيّمون حجم الدمار.
تزيد الحرارة والرطوبة من تعقيد جهود التعافي. هناك مخيم مؤقت للأشخاص الذين نجوا من العاصفة، لكن لم يبقَ شيء صامدًا.
وصف رئيس البلدية ريتشارد سولومون الظروف بأنها مدمرة. وقال: «كارثية مصطلح معتدل بناءً على ما نلاحظه هنا».
ومما زاد من الدمار، أن العاصفة «قضت» على إمدادات الإغاثة في المدينة، وجعلت سيارات الطوارئ غير صالحة للعمل بسبب أضرار المياه. وقد أدى ذلك إلى تأخير قدرة السلطات على إيصال المساعدات الضرورية.
شوهد عشرات السكان وهم يفرغون رفوف سوبر ماركت متضرر بدافع اليأس، حاملين معهم احتياجاتهم الأساسية كالطعام والماء.
قال أحد السكان: «لا يوجد نهب. إنهم يحاولون النجاة. إنه أمرٌ يتعلق بالبقاء على قيد الحياة الآن». وأضاف أن الشرطة كانت موجودةً أيضًا في موقع الحادث - ليس لردعهم بل للمساعدة.
يُشكل الحصول على المساعدة من الخارج تحديًا، إذ لا تزال العديد من الطرق مغلقة بسبب الأنقاض والأشجار المتساقطة ومياه الفيضانات.
تصل فرق الطوارئ وقوات الدفاع تدريجيًا للمساعدة حيثما أمكن. لكن هذه المساعدة لا تصل في الوقت المناسب، كما يقول السكان.
قالت امرأة عرّفت عن نفسها باسم أنيالييبي: «أحتاج إلى مأوى أيضًا، وأحتاج إلى طعام لأطفالي، وأحتاج إلى ملابس لهم. ليس لي فقط، بل لكل من يستطيع مساعدتنا. جامايكا بحاجة ماسة لمساعدتكم. نحن نعاني من الموت هنا».
-
حصيلة القتلى
تعتزم جامايكا إقامة عدة مستشفيات ميدانية في الجزيرة الكاريبية، وفق ما أفاد وزير الصحة كريستوفر تافتون السبت، وذلك في إطار التعامل مع الأضرار التي خلفها الإعصار ميليسا.
وبعد أربعة أيام من وصول ميليسا إلى اليابسة في غرب جامايكا، لا تزال الحصيلة الرسمية للقتلى متوقفة عند 19، لكن تافتون أعرب خلال مؤتمر صحافي عن اعتقاده بأنها أعلى «لأن هناك مناطق لا نزال تواجه صعوبة في الوصول إليها».
وقال تافتون إنه في مواجهة الأضرار التي لحقت بالمستشفيات في غرب البلاد على الساحلين الجنوبي والشمالي، سيتم نشر العديد من المستشفيات الميدانية في الأيام والأسابيع المقبلة.
وتعرضت المستشفيات في غرب جامايكا لأضرار جسيمة بعد تطاير أسقفها ودخول مياه الفيضانات إلى مبانيها، ما أدى إلى اتلاف المعدات الطبية.
وأضاف الوزير إنه سيتم تسليم أول مستشفى ميداني الأحد في بلاك ريفر، عاصمة المقاطعة الأكثر تضررا «وسنبدأ بإقامته على الفور».
وتابع «سيتم تجهيز هذا المرفق تجهيزا كاملا، بما في ذلك غرفة عمليات ومعدات تشخيص وعلاج أساسية أخرى، بالإضافة إلى الكادر الطبي».
وتوقع تافتون أن «يبدأ المستشفى العمل خلال الأسبوع المقبل».
وكشف أنه من المقرر افتتاح عدة مستشفيات ميدانية أخرى بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وإسبانيا وكندا والهند، من دون أن يحدد مواقعها.
وقال «نعمل على سيناريو يتضمن إنشاء مستشفيين ميدانيين إضافيين أو حتى ثلاثة» غربا وعلى الساحل الشمالي.

















0 تعليق