مشاهد مرعبة في الفاشر..صور الأقمار الصناعية توثق جثثاً وبقع دماء وعمليات إعدام جماعي

دنيا الوطن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مشاهد مرعبة في الفاشر..صور الأقمار الصناعية توثق جثثاً وبقع دماء وعمليات إعدام جماعي, اليوم الأربعاء 29 أكتوبر 2025 09:43 صباحاً

رام الله - دنيا الوطن
 تشهد مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور في غرب السودان، فصلاً جديدًا من فصول المأساة الإنسانية، مع تصاعد الأدلة على وقوع عمليات قتل جماعي وإعدامات ميدانية نفذتها، وفق مؤشرات قوية، قوات الدعم السريع خلال حملات تمشيط من منزل إلى منزل، وسط دمار واسع ومعاناة المدنيين المحاصرين.

فقد كشفت صور أقمار صناعية حديثة وتحليلات صادرة عن مختبر حقوق الإنسان في جامعة ييل (Yale HRL) عن مشاهد مروعة تظهر تجمعات لأجسام بحجم مماثل للأجساد البشرية، وبقعًا حمراء على الأرض يُرجح أنها دماء، إلى جانب مركبات مسلحة تغلق الطرق الفرعية في أحياء مدنية لجأ إليها السكان خلال الأسابيع الماضية.

ووفق التحليل الميداني للمختبر، رُصدت تشكيلات لمركبات الدعم السريع في مناطق مختلفة من حي دارجة أولى في الفاشر، تُظهر تكتيكات عسكرية تتطابق مع أنماط عمليات التمشيط الميداني. وتشير الصور إلى وجود سيارات مزودة بأسلحة رشاشة، وإغلاق منظم للشوارع الجانبية، بالإضافة إلى تغير واضح في لون الأرض إلى الأحمر في مواقع محددة لم تُشاهد فيها هذه العلامات سابقًا.

وتظهر صور أخرى أجسامًا يتراوح طولها بين 1.3 و2 مترًا بالقرب من مركبات الدعم السريع، وهي أبعاد تتوافق مع حجم أجساد بشرية، كما رُصدت مجموعات من هذه الأجسام في مناطق متعددة إلى جانب خمس بقع من التربة المحمرة.

ويشير التقرير إلى أن عمليات التمشيط جرت على بعد نحو 250 مترًا من مسجد الصفية، الذي استُهدف في 19 سبتمبر الماضي بطائرة مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع، ما أدى إلى مقتل نحو 78 شخصًا. وتقع المنطقة المستهدفة شمال غربي المستشفى السعودي، آخر المنشآت الطبية التي كانت تعمل جزئيًا في المدينة.

كما وثّق مختبر جامعة ييل وجود أجسام يُرجح أنها جثث بالقرب من السواتر الترابية المحيطة بالفاشر، في مناطق تتطابق مع تقارير تتحدث عن عمليات إعدام جماعي لأشخاص حاولوا الفرار من المدينة.

وفي صور أخرى التُقطت في 27 أكتوبر الجاري، ظهرت تجمعات جديدة لأجسام بشرية على طول الساتر الدفاعي لموقع اللواء 157 مدفعية، لم تكن موجودة في صور 26 أكتوبر، بالتزامن مع تقارير عن إطلاق النار على مدنيين أثناء محاولتهم الهرب من المدينة.

كما رصدت صور الأقمار الصناعية الملتقطة فوق مقر الفرقة السادسة في 26 أكتوبر، ما لا يقل عن 15 أثر قصف جديد وآثار حرارية مرتفعة داخل المقر ومحيطه مقارنة بصور 15 أكتوبر. وأكدت التحليلات وجود عناصر من قوات الدعم السريع في المنطقة، إلى جانب دبابة من طراز T-55 ظهرت تمر قرب المقر، وهي المشاهد ذاتها التي وثّقتها مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأكد مختبر حقوق الإنسان في جامعة ييل أنه تحقق من تقارير موثوقة تتحدث عن عمليات قتل جماعي في الفاشر، استنادًا إلى صور الأقمار الصناعية ومصادر مفتوحة ومقاطع مرئية. كما رُصدت حالات إطلاق نار على مدنيين أثناء محاولتهم مغادرة المدينة.

في المقابل، نفت قوات الدعم السريع عبر تحالف "تأسيس" الداعم لها وقوع مجازر في المدينة، وأعلن القيادي في التحالف حسب النبي محمود تشكيل لجان تحقيق لتقصي الحقائق حول أي انتهاكات محتملة، معتبرًا أن ما جرى "حرب ضارية" ضد من وصفهم بـ "الميليشيات المتحالفة مع الجيش".

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أدانت سابقًا الهجوم على المستشفى السعودي في الفاشر، ودعت إلى وقف فوري للعمليات العسكرية، محذرة من تفاقم الكارثة الإنسانية في ظل انقطاع الاتصالات وصعوبة الوصول إلى المصابين.

وتزامن ذلك مع تقارير من القوة المشتركة المتحالفة مع الجيش السوداني تتهم الدعم السريع بـ إعدام أكثر من ألفي مدني أعزل، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، منذ يوم الأحد الماضي، بينما أكدت مصادر محلية استمرار نزوح السكان باتجاه مناطق نائية هربًا من القتال.

بدوره، صرح نائب حاكم دارفور مصطفى تمبور بأن قوات الدعم السريع ارتكبت "جرائم فادحة" في الفاشر، محمّلًا المجتمع الدولي مسؤولية الصمت حيال ما يجري.

وتأتي هذه التطورات بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على مدينة الفاشر يوم الأحد الماضي، عقب حصار استمر أكثر من ثمانية عشر شهرًا. وانتشرت مقاطع مصورة تظهر مسلحين يطلقون النار على مدنيين عُزّل بعد السيطرة على المدينة.

يُذكر أن إقليم دارفور بات بمعظمه تحت سيطرة قوات الدعم السريع، التي أنشأت فيه ما يشبه حكومة موازية. وتشير تقارير إلى أن قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) وعددًا من كبار قادتها يقيمون حاليًا في الإقليم، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق